الحقوق في الإسلام اهتمَّ الإسلام بالجانب الحقوقي للأفراد، وجعل ذلك من مقوّمات العلاقات الإنسانيّة الصحيحة، وجعل استقرار المجتمعات منوطاً بهذا الجانب، فرعاية الحقوق في الإسلام تعني: تنظيم الإسلام لحقوق الأفراد وتعريفهم بها، وتقديره واهتمامه ورعايته لها، وإيجاد السبل المناسبة لحصولهم عليها، ولرعاية الحقوق في الإسلام مظاهر وأشكال، ويترتب عليها، نتائج وآثار تنعكس على الفرد والمجتمع والأمّة بشكل عام.
مظاهر رعاية الحقوق في الإسلام
- حق الإنسان في الحياة: حيث حرّم الإسلام الاعتداء على حياة الإنسان، وحرَّم كذلك كل ما من شأنه الانتقاص من قدره.
- حق الإنسان في الاعتقاد: حيث إنَّ الإسلام لم يجبر أحداً على الدخول فيه واعتناقه، لقوله تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ) [البقرة:256].
- الحق الفكري: وحق الرأي والتعبير، فمن حق الإنسان أن يفكِّر كيفما يشاء، ويعبِّر عن رأيه ما دام لم ينتهك حق الآخرين، ويهدد أمنهم ووجودهم، وينتقص من قدرهم.
- الحق السياسي والاقتصادي (الملكيّة): فمن حق الفرد أن يكون مشاركاً في الحياة السياسيَّة، ومن حقه أيضاً التملك في ظلِّ ضوابط عامَّة حددتها الشريعة.
- حق السكن والعيش الكريم: فمن حق الإنسان أن يتمتع بالسكن المناسب، وكذلك مقوِّمات الحياة الأساسيَّة، فكل هذه الأمور حرص الإسلام على تحقيقها.
- حق المرأة: حيث منحها الإسلام المكان المرموق المناسب لها، وأخرجها من صور الظلم التي كانت تعيشها، فمنحها حق التملك وحق اختيار زوجها، وحقها في الميراث، فساوى بينها وبين الرجل في التكاليف العامّة، مع مراعاة خصائص أنوثتها، وقد سبق الإسلام في ذلك كلَّ الحضارات والثقافات البشريَّة.
- حق الطفولة: فشرع الإسلام الأحكام التي تلبي حاجات الطفل الأساسيَّة والفطريَّة، والصحيَّة والنفسيَّة.
آثار رعاية الحقوق في الإسلام
إنَّ لرعاية الحقوق في الإسلام آثار عظيمة على الفرد، وعلى المجتمع على حد سواء، منها:
- شعور الفرد بالطمأنينة والراحة والسعادة.
- شعور الفرد بالانتماء للأمة، وللرسالة الإسلامية العظيمة.
- دخول الفرد في مرحلة العطاء والإنتاج، وذلك كنتيجة لازمة لكفايته من الحقوق، أو شعوره بتحققها أو جزء منها في حياته.
- تماسك المجتمع وترابطه، حيث تمتع كل أفراده بحقوقهم المشروعة.
- قوّة المجتمع المسلم، لتحقق الأمن المجتمعي بين أبنائه .
إنَّ مسؤولية رعاية الحقوق في الإسلام هي مسؤوليَّة عامَّة، يشترك فيها الجميع وكلٌّ في دائرة تخصصه، وذلك تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم:(كُلُّكُم راعٍ ، وكُلُّكُم مَسْؤُولٌ عَن رَعِيَّتِه، الإِمامُ راعٍ ومَسؤُولٌ عنْ رعِيَّتِه، والرَّجُلُ راعٍ في أهلِه وهو مَسْؤُولٌ عن رعيَّتِهِ، والمرْأةُ راعِيةٌ في بيتِ زوجِها ومَسْؤُولةٌ عن رعِيَّتِها).
كما ينسجم أيضاً مع قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال: ( لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق ياعمر)، وبهذا الفهم الصحيح للحقوق والواجبات تبلغ الأمَّة محطات الريادة والسمو.