كيف تكون ممن يحبهم الله

كيف تكون ممن يحبهم الله

من منّا لا يسعى لنيل مرضاة ربه و سبحانه و تعالى و محبّته ، فحين يحبّ الله تعالى إنساناً فإنّه يكون قد حقّق الفلاح و الفوز العظيم ، فمحبّة الله تعالى هي أعظم غايةً ينشدها المسلم ، بل هي البوتقة التي تصهر فيها كلّ علاقات المحبة بين النّاس بعضهم البعض ، لذلك حين يحبّ المؤمن أخاه يقول له إنّي أحبّك في الله تعالى ، و ذلك بيي أنّ المحبّة لله ثابتةً لا تتغيّر ، أمّا المحبّة لأجل الدّنيا فهي معرضةٌ للتّغير و الزّوال بسبب تعلّقها بأمورٍ متغيّرةٍ متقلّبة ، و يتساءل الكثيرون ممّن ينشدون أن يكونون ممّن يحبّهم الله و يقولون ، كيف أنال محبّة الله تعالى ، و الحقيقة أنّ نيل محبّة الله تعالى لها أسبابٌ نذكر منها :

  • أن يكون الله تعالى و رسوله أحبّ إلى قلبه ممّا سواهما ، فحبّ الله تعالى مقدمٌ على حبّ البشر و إن كانوا قريبين إلى النّفس كالوالد و الولد و الزّوجة .
  • أن يكون كلّ عملٍ يؤدّيها المسلم في سبيل الله ، و أن يبتغي المسلم فيه الأجر و الثّواب من الله تعالى .
  • أن يلتزم المسلم بأوامر الله تعالى و أن يجتنب نواهيه ، فقد بيّن الله تعالى سبيل الهداية و اجتناب الضّلال ، كما أرشد النّبي صلّى الله عليه و سلّم الأمّة و تركها على المحجّة البيضاء ، فالذي يدّعي المحبّة لله تعالى و هو قائمٌ على معاصيه إنّما هو امرؤٌ جاهلٌ ، و في الآية الكريمة ( قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعون يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم ) ، فطريق نيل المحبّة اتباع الحبيب .

كما بيّن النّبي الكريم عليه الصّلاة و السّلام أحوال من يحبّهم الله في مناسباتٍ عديدةٍ ، فالله تعالى يحبّ العبد التّقي النّقي الذي يخفي صدقته حتى لا تعلم شماله ما انفقت يمينه ، كما يحبّ الله تعالى من عباده التّوابين المتطهرّين ، كما يحبّ الله تعالى عباده الثّابتين على دينهم ، قال تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم ) .

المقالات المتعلقة بكيف تكون ممن يحبهم الله