يعدّ الإحسان من أعظم العبادات وأسماها، فهو سبيل لنيل رضا الله تعالى ومحبته، وتحقيق القرب منه والحصول على تأييده وتوفيقه ومعيّته، عدا السرور والانشراح الذي يشعر به المؤمن عندما يحسن إلى خلق الله، لذا فقد اهتمّ به الإسلام اهتماماً بالغاً بل وجعله أعلى المراتب التي يبلغها العبد المؤمن بعد تطبيقه أركان الإيمان وأركان الإسلام.
عدد أركان الإحسان
الإحسان هو ركن واحد عرّفه نبيّنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الصحيح بأنّه: (أن تعبد اللهَ كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) [صحيح النسائي]. من هذا الحديث الشريف يتبيّن لنا أن الإحسان ينقسم إلى مقامين:
- مقام المشاهدة (أن تعبد الله كأنّك تراه): وهو المقام الأعلى الذي إن وصله العبد فستكون أعماله وحركاته وسكناته مبنيّة على مشاهدته لله تعالى، فهو يتحرّك بنور الله، ويرى ربّه بقلبه الذي امتلأ سكينة وطمأنينة بقربه.
- مقام المراقبة (فإن لم تكن تراه فإنّه يراك): ويأتي في المرتبة الثانية بعد مقام المشاهدة، وهو أن يعلم العبد أن الله تعالى مطّلعٌ عليه في أحواله كلها، وإذا ما وصل هذا المقام فسيحيا دقيقاً في طاعته لله، وكلما عمل عملاً تذكر أن الله يراه وسيحاسبه على قدر عمله ونيّته، فيكون مخلصاً له في هذا العمل ولا يبتغي به إلّا وجهه الكريم، كذلك يتقّيه في ما يعم، فيبتعد عن الإساءة للناس ويكثر من الصالحات التي تقرّبه منه.
ثمرات مراقبة الله عزّ وجلّ
- الإخلاص: فيتوجّه العبد إلى الله تعالى في أعماله الصالحة، ويعلم أنّ لا فائدة من ابتغاء وجه الناس، وأنّ الأجر من الله.
- المسارعة في الخيرات والطاعات: لأن من راقب الله فقد عرف أن الذي يرى أعماله سيكتبها ويحفظها جميعاً ليجزيَه بها خيراً في الدنيا والآخرة.
- تحسين أداء وإتقان العبادات: تذكُّر العبد الدائم لوجود الله ومراقبته سيجعله يحرص على أداء عباداته على أحسن وجه، من صلاة وصيام وزكاة وحج... كما الموظّف الذي يحرص على أداء وظيفته بأمانة عندما يعلم أنّ هناك كميرات تراقبه وتسجّل ما يفعل. ولله المثل الأعلى.
- تجنّب الذنوب والمعاصي: كلّما همّ بفعل خطأ ما يتذكّر أن الله يراه ويستحيي منه وهو الذي أنعم عليه بنعم لا تعدّ ولا تحصى، ويتذكّر العقاب الذي يمكن أن يلقاه على هذا الخطأ. ومن ثمرات المراقبة أيضاً الوصول إلى حدّ ترك الخواطر السيّئة لأن المؤمن يعلم أن الله مطّلع على قلبه؛ فيحرص على تطهير كل ما ينظر إليه ربّه.
- الحصول على رضا الله تعالى ومعيّته وتأييده وتيسير الأمور.
- الفوز بالجنّة.