قال تعالى :" إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً".إن الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين، فمن تركها منكر لوجوبها فقد كفر، أما من استهان بها فهو فاسق محاسب، وهي أول ما يحاسب عليه المسلم يوم القيامة؛ فإن صلحت فخير له ، وإن فسدت فشر عليه. وحكمها الوجوب، لا تسقط عن المسلم البالغ العاقل في سلم أو حرب، فمن فاتته ناسياً أو نائماً قضاها.
والصلاة هي الصلة بين العبد وربه بلا وسيط ، وفيها الخضوع له سبحانه، واللجوء إليه وتمجيده، ودعاؤه وإظهار حاجة العبد له ، وهي تأمر بالصلاح وتنهى عن الفحشاء والمنكر.
يجب على المسلم أن يصلي الصلاة كما علمنا النبي –صلى الله عليه وسلم- أداءها؛ إذ قال :" صلوا كما رأيتموني أصلي". فللصلاة أركان وسنن ومبطلات وواجبات؛ والركن ما لا يتم الشيء إلا به ، وترك الواجب تعمداً إبطال للصلاة.
أما ركنها الأول؛ فهو القيام في الفريضة لمن قدر واستحضار النية، فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- : "صل قائماً، فإن لم تستطع، فقاعداً، فإن لم تستطع؛ فعلى جنب". ثم تكبيرة الإحرام ، لقوله عليه السلام : "ثم استقبل القبلة وكبر".
أما الركن الثالث فهو قراءة الفاتحة في كل ركعة؛ لحديث: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب". ويليه الركن الرابع وهو الركوع؛ لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا".
والرفع من الركوع والاعتدال واقفاً ركنان آخران، كذلك السجود؛ فالأعضاء السبعة التي يجب أن يسجد بها المصلي على الأرض هي: الجبهة، والأنف، واليدان، والركبتان، وأطراف القدمين. والسجود أعظم ركن من أركان الصلاة كلها إذ يكون العبد فيه أقرب ما يكون إلى ربه عزوجل.
ومن أركانها أيضاً، الجلوس بين السجدتين: لقول عائشة - رضي الله عنها-: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من السجود؛ لم يسجد حتى يستوي قاعداً". أما الركن التاسع فهو الطمأنينة في كل الأفعال وتعني السكون. والجلوس للتشهد الأخير والصلاة على النبي – عليه الصلاة والسلام - بعد التشهد، كلها من الأركان، وكذلك الترتيب بين الأركان وآخرها التسليم؛ لقوله عليه الصلاة والسلام:"وختامها التسليم".
أما واجباتها فهي : جميع التكبيرات ما عدا تكبيرة الإحرام، وقول" سمع الله لمن حمده"، وقول" ربنا لك الحمد"، والتسبيح في الركوع ب"سبحان ربي العظيم"، وفي السجود ب"سبحان ربي الأعلى" وأقلها واحدة، ويليها قول "ربي اغفر لي" بين السجدتين، ثم التشهد الأول والجلوس له ، وآخرها الصلاة على النبي – عليه الصلاة والسلام- في التشهد الأخير ( الصلاة الإبراهيمية) ، فمن ترك أحد واجباتها ساهياً سجد سجود السهو.
من فوت صلاته فاته الخير الكثير، ومن ضيعها ضاع في حياته، وكلما حسنت صلاة المرء حسنت حياته، وجدير بنا أن نردد دعاء سيدنا إبراهيم –عليه السلام - : "ربِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء ".
المقالات المتعلقة بما هي اركان الصلاة وواجباتها