بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد،
القَزَعْ في اللغة هو: « قِطَع من السحاب رقاق كأنها ظل إذا مرت من تحت السحابة الكبيرة،... وقيل: القزع السحاب المتفرق، واحدتها قزعة،... والقزع: أن تحلق رأس الصبي وتترك في مواضع منه الشعر متفرقاً، وقد نهي عنه. وقَزَّعَ رأسه تقزيعاً: حلق شعره، وبقيت منه بقايا في نواحي رأسه. وفي الحديث: أنه نهى عن القزع، وهو أن يُحْلَق رأس الصبي ويُتْرك منه مواضع متفرقة غير محلوقة تشبيهًا بِقَزَع السحاب. والقزع: بقايا الشعر المُنْتَتِف، الواحدة قزعة، وكذلك كل شيء يكون قطعًا متفرقة فهو قزع. » [راجع: لسان العرب].
وكما هو واضح مما تقدم فالقزع هو في أصل اللغة السحاب المتفرق، وقد سُمِّي حلق بعض الرأس وترك بعضه بـ (القزع) تشبيهًا له بـ (قزع السحاب): وهو قطع السحاب المتفرقة، وكل شيء يكون قطعًا متفرقة يصلح بأن يسمى قزعًا.
وقد ورد النهي عن القزع عن الرسول صلى الله عليه وسلم: « عن ابن عمر أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع. » [متفق عليه]، والقزع المقصود في الحديث كما قال العلماء: هو حلق بعض الرّأس وترك بعضه.
وللقزع عدّة صور على النحو التالي:
والقزع محرّم كما هو ظاهر الحديث، وعلّة التحريم أن في بعض صور القزع تشبه بالكفار، بالإضافة إلى أن فيه تشويهًا للمنظر والهيئة، وقد قال بعض العلماء أنه مكروه وليس محرم، ولكن الأصوب أنه محرم كما يدل الحديث، والأصل في القزع هو الحلق الذي يعني الاستئصال والإزالة، والقزع أيضًا يشمل التقصير المشابه للحلق الذي يكون قريبًا من درجة الاستئصال، بحيث يصبح التفاوت في طول الشعر من وراء هذا التقصير واضحًا وبائنًا، فهذا التقصير لا يجوز، ولكن إذا كان التقصير بسيطاً، بحيث لا يكون هناك تفاوت واضح في طول الشعر فهذا ليس من قزع. والقزع يشمل الصغار والكبار.
وإنّ ظاهرة القزع قد فشت في زماننا مع الأسف، فأصبحنا نرى الكثير من أبناء هذه الأمة يحلقون رؤوسهم بحلقة القزع التي لها العديد من الصور، ومن صورها المعاصرة: قصة المارينز، وقصة الغُرَّة بحيث يحلق كل رأسه ويترك جزءًا من شعره في مقدمه الرأس، وغير ذلك من القصات.
ونسأل الله الهداية لكل أبناء هذه الأمة.
المقالات المتعلقة بما هو القزع