الوصية مهما كانت الحياة طويلةً، لا بُدّ من نهايةٍ محتومةٍ تنتهي بها آجالنا التي قدرها الله سبحانه وتعالى لنا كي نعيشها، وقد تأخذنا الحياة كثيراً ونقضي العمر في جمع المال وبناء البيوت وشراء الأراضي، ونغفل عن عمل البرّ والنفقة على المحتاجين، ولا نتذكر هذا إلا ونحن على فراش الموت أو بعد أن نبلغ من العمر الكثير.
من حكم الله جلّ وعلا أن جعل لنا أبواب الخير مفتوحةً في حياتنا، وعند الموت وحتى بعد وفاتنا وشرع لنا ما يضمن به استمرار الحسنات والاطمئنان على من هم بعدنا من أبناء وذرية كي يتصرّفوا بالميراث وفق ما نريد لهم دون ظلمٍ أو تجاوزٍ لحق أحدٍ، فشرع لنا " الوصية " لنتدارك بها أعمال البر التي فاتنا فعلها في حياتنا لتمنح الفقراء والمحتاجين أموالاً وتمنح الموصي الأجر والثواب .
حكم الوصية - واجبة : تكون الوصية واجبةً إن كانت عند الموصي ودائعٌ وديون يجب ردّها وقضاؤها .
- مستحبة: وتكون للأقارب غير الوارثين والمحتاجين .
- محرّمة : عندما تكون لارتكاب المعاصي كبناء كنيسةٍ أو إقامة مصنعٍ للخمور أو كلّ ما يدخل بباب الإثم وقطيعة الرحم.
- مكروهة: إن كانت تحرم الوارثين من أموال الموصي وهم محتاجون.
- مباحة: وتكون من غنيٍّ لغني أو أحد الأصدقاء أو الغرباء .
كيفية كتابة الوصية للوصية عدة أركان وهي: الموصي، والموصى إليه، والموصى فيه، وصيغة الوصية، ولا تكتمل كتابة الوصية إلا بوجود هذه الأركان جميعها، ويحرم أن تكون الوصية لشيء محرم وغير جائز شرعاً، وهناك عدة أمور من الضروري التنبه لها عند كتابة الوصية مثل :
- توخي العدل عند كتابة الوصيّة، فلا يجوز أن يوصي لأحد أولاده ويحرم آخر.
- تجوز الوصيّة بمقدار ثلث المال أو أقل فقط.
- يستحب وجود شاهدين على الأقل عند كتابة الوصية وإعلامهما ببنودها، وشرح كيفية تنفيذها كي يسهل على الموصى لهم العمل بها.
- تعيين وكيل لتنفيذ الوصية، ويجب أن يكون أميناً وعلى قدرٍ من الإيمان والتقوى.
- يجب على شهود الوصية تنبيه الموصي في حال وجود ظلم أو إثم في تنفيذ الوصيّة، ولفت نظر الموصي إلى الصواب والخير.
- يجب أن لا يكون القصد من الوصية الإضرار بأحد الوارثين.
- يستحب عند كتابة الوصية أن يوصي للأقارب المحتاجين من غير الوارثين، والأم، والأب، والإخوة من الرضاعة الذين لا يرثون .
- يجب أن تكون كلمات الوصية واضحةً وصريحةً ومباشرةً .
- إن لم يكن الرجل قد أعطى زوجته مؤخّر الصداق فيجب عليه أن يكتب هذا في وصيّته.