نسمع هذا المصطلح كثيراً، وقد تم إدخاله في حياتنا بطرق مختلفة، فمنها ما هو قريب من المعنى الحقيقي، ومنها ما ربطناه به بشكل خاطئ حسب اعتقادنا ومفهومنا له.
جائت كلمة فلسفة من اليونانيّة وهي مكوّنة من شقّين، "فيلو"، وتعني "حبّ"، و"سوفيا"، تعني "الحكمة"، أي أنها تعني "حب الحكمة" وبنفس الوقت لا تعني امتلاكها، وأوّل من استخدم هذا اللّفظ وحدّده هو الفيلسوف اليونانى فيثاغورس.
يقول البعض بأن تعريف الفلسفة بحد ذاته يعد فلسفة، لذلك قد يختلف بتعريفه، فقد عرفه أرسطو بإنه "يرتبط بماهية الإنسان التي تجعله يرغب بطبيعته في المعرفة" وكونها ارتبطت بالمعرفة او حب الحكمة كما ذكرنا سابقاً، فهذا يعني بأنها واسعة ومتشعبة، وترتبط بشكل او بآخر بأصناف العلوم وبمختلف جوانب الحياة، ومع هذا تنفرد الفلسفة عن بقية العلوم.
يرى العديد من الاشخاص الفلسفة من زوايا مختلفة فالبعض يتبع الفلسفة الحديثة المعتمدة على المنطق والتحليل، والتي اهتمت "بنظرية المعرفة، والأخلاق، طبيعة اللغة، وطبيعة العقل"؛ وهناك من يراها دراسة للفن والعلم - لكن هذا المنظور قد يتضارب مع مفهوم الحضارة - والبعض يرى بأنها طريقة الحياة، ويراها الآخرون كشيء عملي تجب ممارسته، فالفلسفة جزء من منظمة اشمل وهي الحضارة، فلكل الحضارات السابقة فلسفة تميّزها، كما أنّه من الممكن أن تعتمد فلسفة حضارة معيّنة، على فلسفة حضارة سابقة.
ينقسم التاريخ الفلسفي الى شرقي وغربي، والفلسفة الشرقية تشتهر بسمتها الدينية، تعتمد على الروحانية اكثر من العقل، وأتت من دول الشرق الأقصى مثل الهند، الصين، واليابان، في حين ينقسم تاريخ الفلسفة الغربية إلى: فلسفة قديمة وإغريقية، فلسفة العصور الوسطى والفلسفة الحديثة.
يعتبر الغرب فلسفة الفلاسفة المسلمين ناقلة، وبالأخص الفلسفة الإغريقية وأن ليس لها انتاجيّة أو اضافة حقيقية، وقد أتى هذا الإعتقاد بسبب ضعف دراساتهم للكتابات الفلسفيّة العربية الإسلاميّة، لكن الدّور الذي قام به فلاسفة العرب كأمثال ابن سينا، ابن خلدون، وابن الرشد لا يمكن ان يغفل عنها.
تركّزت مواضيع الفلسفة في البداية على مجموعة من التّساؤلات مثل ما أصل الكون، صفات ووجود الخالق وعلاقته بالمخلوق، وكيفيّة التّفكير، وما الهدف من الحياة، وقام أرسطو بتغير هذا المنظور ليصبح حول جوهر الإنسان، والإيمان بالخالق بدلاً من التشكيك، وإيجاد الأدلّة العقلانيّة التي تؤكد وجوده، كما عمل ارسطور على نشر مفهوم الأخلاق والفضائل مثل الصدق والإخلاص، ولم يكن أرسطو الفيلسوف الوحيد الذي اتّبع هذا الأسلوب والمبني على العقل والمنطق في زمانه بل اتّبعه افلاطون كذلك.
تحدّثنا عن تعريف الفلسفة ومواضيعها وتقسيماتها، وجاء الوقت لنتحدث عن البحوث الفلسفيّة التي تناقشها الفلسفة وهي كالتالي:
المقالات المتعلقة بما مفهوم الفلسفة