الحرب العالميّة الأولى ، هي حرب غيرت مسار التاريخ المعاصر ، كانت نتائجها كارثيّة عالى الصعيد البشري من حيث أعداد الضحايا ، وأيضا على صعيد تدمير البنية التحتيّة لعدد من دول العالم .
والأسباب الفعليّة غير المباشرة ، والتي تمخضت عنها اندلاع هذه الحرب الهوجاء تتلخص في عدة نقاط ، هي :
- وجود الأحلاف العسكريّ (المتعادلة) :ومن أهمها التحالف بين النمسا ألمانيا و وايطاليا ، وتحالف آخر سمي بـ ( الوفاق الثلاثي ) ، ويضم روسيا فرنسا و إنجلترا ، ونتيجة الخوف من تعارض المصالح والمطامع الإستعماريّة ، أسرعت الدول الأوروبيّة إلى التكتل في هذه الأحلاف العسكريّة المتعادلة .
- سباق التسلح بين تلك الدول :عند توقيع حلف الإتفاق الثلاثي ، رأت ألمانيا بأن هذه الإتفاقيّة وقعت لتطويقها ، فسارعت تلك البلدان للتسلّح وانفاق مبالغ مهولة لتعزيز دفاعاتها وقوّاتها البحريّةِ والبرية ، واشتدّ هذا التنافس بين ألمانيا و إنجلترا ، ونتيجةً لذلك تم عقد عدة مؤتمرات في أوروبا للتخفيف من حدة هذا التسابق ، ولتكفل الإستقرار والسلام ، ولكنها باءت جميعها بالفشل ، نتيجة عدم تحقيقها أي تقدم للحد من هذا التنافس ، على العكس من هذا ىفقد زادت حدة هذا التسابق بين الدول المتخاصمة .
- إظهار القوّة والتنافس الإستعماري :وسمات هذا التنافس هي حب السيطرة ، والظهور بمظهر القوّة التي لا تكسر بتوسيع النفوذ والسيطرة على نطاقٍ واسع ، لإيجاد أسواقٍ لها لتصريف منتجاتها الصناعيّة ، والحصول على المواد الخام اللازمة لتلك الصناعات ، بكل سهولةٍ ويسر .
- التنافس أو (النزاع الإقتصادي) :والذي يتضمن بشكل غير مباشر المطامع السياسيّة ، والتي تطفو على السطح بعد التغلغل والسيطرة الإقتصاديّة ،
- إتساع النفوذ الصربي :كما نعلم بأن النتائج التي ترتبت على حرب (البرقان) ، هي أحد أسباب نشوب الحرب العالمية الثانية ، لبروز قوات غازية تضم الصرب ، بلغاريا ، رومانيا ، و اليونان ، وقيام تلك الدول بهزيمة الجيش العثماني ، والذي كان يحظى بدعمٍ كاملٍ من ألمانيا ودعوة حليفة لها ، بالإضافة إلى اتساع قوة ونفوذ الصرب في المنطقة .
- وأخيراً وكالعادة (اليهود ودورهم في إشعال فتيل تلك الحرب) :وذلك عن طريق حياكة المؤامرات والمكائد على جميع الأصعدة ، وكان لهم البصمة الكبرى في نشوء الأزمات ، والهدف الرئيسي من هذا كله نشاء الصراع العالمي ، والذي يليه مصالحة لإستثمار تلك المصالحة في تحقيق مطامعها ، واستغلال النتائج في إبراز مصالحها وتحقيقها .
هذه هي الأسباب (الغير مباشرة) للحرب العالمية الأولى ، ولمغرفة السبب الرئيسي الذي كان وراء إشعال تلك الحرب جاء على النحو التالي :
تم قتل ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرديناند في الثامن والعشرين من حزيران عام 1914م ، أثناء زيارةٍ قام بها لسراييفو هو وزوجته على يد شبابٍ من البوسنة ن ينتمون إلى جمعيّة (اليد السوداء) الصربيّة ، فقامت على الفور الحكومة النمساويّة بتوجيه الإتهام للحكومة الصربيّة بتواطؤها مع عدد من الجمعيّات التي تهدف إلى القيام بأعمالٍ إرهابيّة لإقصاء النمسا بعيداً عن المنطقة ، وفرضت على الحكومة الصربيّة عدة نقاط لتحقيق المصالحة ، وافق الصرب على بعضها ، ورفضت إرسال لجنة تحقيق في حادثة قتل ولي العهد النمساوي وزوجته .
على الفور قطعت النمسا علاقاتها الدبلوماسيّة بصربيا نتيجة هذا الرفض ، وعلى إثرها أعلنت الحرب عليها ، دخلت عدة بلدان في الحرب ، وهكذا تسع نطاقها ، لتتحوّل لحربٍ عالميّة ، سميت بالحرب العالميّة الأولى .