يوم القيامة وصف الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يوم القيامة وصفًا ينبّئ على عظم هذا اليوم وشدّته على الخلق، ففي هذا اليوم الذي يبدأ بنفخة الفزع من الملك إسرافيل تفجّر البحار، وتسيّر الجبال، وتتساقط النّجوم، وتكسف السّماء، وتُزلزل الأرض مخرجةً ما فيها من الأثقال، في سلسلةٍ من الظّواهر الكونيّة العجيبة التي تدلّ على بدء مرحلةٍ جديدة من حياة الخلق تنتهي فيها مرحلة الحياة الدّنيا لتبدأ مرحلة الحياة الآخرة حيث حسابٌ، وجزاء لا عمل .
أحداث يوم القيامة تكلّم العلماء المسلمون في يوم القيامة، وما يحصل فيها من الأحداث الجسام، كما تحدّثوا عن ترتيب أحداث يوم القيامة، ويمكن تلخيص ما يحدث في هذا اليوم بما يلي :
- مرحلة الحشر: فبعد أن ينفخ الملك إسرافيل في الصّور نفخة البعث، تعود الأرواح إلى الأجساد لتنبت من الأرض كما ينبت البقل، فتخرج الأجساد من الأجداث تمشي مسرعةً إلى مكان الميعاد والحشر، وفي أرض الحشر يبقى الخلق زمانًا طويلًا، يشتد بهم الحال، ويطول بهم المقام، حتّى يكرم الله سبحانه نبيّه بأن يضع له حوضه الشّريف الذي يرده خيار الأمّة، ويردّ عنه من بدّل وغيّر، وانحرف عن دين الله سبحانه وتعالى وسنّة نبيّه، ثمّ توضع تباعًا أحواض الأنبياء التي يردها صالح أقوامهم .
- مرحلة انتظار الحساب: حيث يشاء الله سبحانه وتعالى أن تبقي الخلائق زمانًا في الشّدّة والضّيق من طول انتظار الحساب، وتقترب الشّمس من الخلائق حتّى يبلغ العرق من النّاس مبلغًا بحسب أعمالهم ودرجاتهم، فمنهم من يبلغ العرق كعبيه، ومنهم من يلجمه .
- الشّفاعة الكبرى: وفي أثناء انتظار الخلائق للحساب، يعتذر الأنبياء جميعاً للنّاس عن الشّفاعة طالبين منهم أن يتوجّهوا إلى رسول الله محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- الذي أُعطي الشّفاعة والمقام المحمود، فيتقدّم -عليه الصّلاة والسّلام- ليقال له اشفع تشفّع وسل تعطه، فيأذن الله سبحانه وتعالى له بالحديث فيبدأ بالثّناء على الله بما فتح الله عليه، ثمّ يعطى الشّفاعة الكبرى في الخلائق؛ لكي يعجّل الله لهم الحساب .
- العرض: حيث تُعرض أعمال العباد على الله تعالى .
- الحساب الأوّل: ويكون هذا من ضمن العرض حيث ينتهي حينما تتطاير الصّحف فمن النّاس من يأخذ كتابه بيمينه، ومنهم من يأخذ كتابه بشماله .
- مرحلة الحساب الأخير: حيث يكون الجدال وإقامة الحجّة على الخلق بما سثطّر في الكتب من أعمال .
- الميزان: حيث يضع الله الميزان لتوزن جميع الأعمال بالقسط، حيث لا تُظلم نفسٌ مثقال ذرّة .
- مرحلة الصّراط: حيث ينصب الصّراط بين ظهرانيّ جهنم فيجتازه المؤمنون إلى الجنّة بفضل الله، ويتساقط عنه في النّار العاصون من الأمّة، وأهل الضّلال .
- الوقوف في عرفات الجنّة: حيث يقتصّ الموحّدون فيما بينهم ويُنزع ما فيهم صدورهم من غلٍّ؛ ليدخلوا الجنّة مطهّرين من كلّ أدران النّفس وآفاتها .