شهر رمضان جعل الله سبحانه وتعالى مواسم للطّاعات وحثّ عباده على اغتنماها، ففي اليوم توجد ساعات معيّنة يتنزّل فيها ربّ العزّة لاستجابة الدّعاء وقبول التّوبة وهي الثّلث الأخير من اللّيل، ومن بين الشّهور خصّ الله سبحانه وتعالى شهر رمضان المبارك، فهو شهر أنزل فيه القرآن وتحديدًا في ليلة القدر فيه، وهو شهرٌ أوّله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتقٌ من النّيران، وهو الشّهر الذي تصفّد فيه الشّياطين وتفتّح فيه أبواب الجنّة وتغلّق أبواب النّيران، وإنّ الأجر فيه يضاعف عمّا سواه من الشّهور، فالعامل فيه له أجر سبعين ضعفاً من أجور الأعمال في غيره من الشّهور، لذلك على المسلم أن يحسن التّعامل مع هذا الشهر الفضيل باغتنام أوقاته لما فيه من الرّحمات والفيوضات الرّبانيّة، وحتّى يستطيع المسلم استثماره على الوجه الأكمل عليه بما يلي:
- أن يحرص على قراءة القرآن فيه، فقراءة القرآن لها فضلٌ كبير وأجرٌ عظيم، فبكلّ حرفٍ من كتاب الله يكتسب المسلم حسنة، وإذا ما قرأ المسلم القرآن في شهر رمضان كان له أجرًا مضاعف عمّا سواه، فيخصّص المسلم لنفسه ساعاتٍ من أيّام الشّهر الفضيل يقرأ فيها وردًا معيّنًا وفي نيّته ختم القرآن الكريم، كما أنّ تدبّر آيات القرآن الكريم وفهم أسباب النّزول وغير ذلك يعتبر عبادة يؤجر المسلم عليها في هذا الشّهر الفضيل، كما قد يخصّص المسلم أوقاتًا معيّنة لحفظ أجزاء من القرآن الكريم .
- بذل المال في سبيل الله والصّدقة على الفقير والمحتاج، فشهر رمضان هو الشّهر الذي يشعر فيه المسلم بحاجة أخيه المحتاج لما فيه من امتناع عن قضاء شهوة البطن والفرج، فهو شهر يعلّم المسلم الصّبر والتّحمل ويعظّم شعوره بحاجة المحتاجين وهذا ينبغي أن يكون دافعًا للإنسان لكي يبذل ماله فيتصدّق على النّاس ويبذل ماله احتسابًا للأجر من عند الله تعالى.
- الإكثار من الذّكر والتّهليل والتّسبيح والتّكبير، فالذّكر في هذا الشّهر الفضيل له أجرٌ كبير يوثّق صلة العبد بربّه ويجعل حياته كلّها عبادة لله تعالى، وفي الحديث وصيّة للنّبي عليه الصّلاة والسّلام للمسلمين حين قال لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله.
- أداء بعض العبادات المطلوب أداؤها من المسلم في هذا الشّهر الفضيل مثل العمرة، حيث أنّ أداءها في شهر رمضان يعدل فريضة الحجّ في الأجر والثّواب.
- تفقّد الأهل والأقارب وصلة الأرحام، فقد يخصّص المسلم أيامًا معيّنة يقوم فيها بدعوة أقاربه لتناول طعام الإفطار معهم، وهذا بلا شكّ عبادة يؤجر عليها المسلم حيث توثّق صلته بأرحامه فيرضى الله تعالى عنه.