يعتبر رمضان أحد الأشهر العظيمة فهو خير أوقات السنة وصيامه ركن من أركان الإسلام وفيه أيام من خير أيام السنة وخير لياليها ففيه العشر الأواخر من رمضان وهي الأيام التي تغفر فيها الذنوب وتعتق فيها رقاب العباد من النار، وفيه خير ليالي السنة ففيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر والتي يشهد فيها الله وملائكته على عبادة أهل التقوى وقيامهم لليلتها، فهو فرصة يجب على كل مسلم حريص على رضى الله عز وجل وغفرانه أن يستغلها في العبادة والطاعة لله وحده فلا ينشغل في شتى الأمور الأخرى من طعام وشراب وسهرات وغيرها من الأمور التي ابتدعها الناس والتي تضيع عليهم هذه الفرصة العظيمة التي يكون فيها الخير والوفير والأجر العظيم.
فكان السلف الصالح رضي الله عنهم مقتدين برسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبلون رمضان استقبالاً حافلاً مليئاً بالفرح لهذه الفرصة العظيمة التي جعلها الله عز وجل لمن أراد فالصيام وحده يعتبر من العبادات التي لم يحدد لها الله عز وجل أجراً بل إنّه يجزي بها كل إنسان بحسب طاعته وإخلاصه في عمله فهو عز وجل العليم بما في القلوب وهو الكريم أيضاً، فكان الصحابة رضوان الله عليهم يدعون الله عز وجل في الستة الأشهر التي تسبق رمضان بأن يبلغهم رمضان وأن يعينهم على عبادته فيه، ويدعون الله عز وجل ستة أشهر فيما بعد رمضان بأن يتقبل منهم عبادتهم في ذلك الشهر، كما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يستقبل رمضان بقوله:" مرحباً بمطهر ذنوبنا" فقد كان يعلم رضي الله عنه بما لهذا الشهر من الأجر العظيم والخير الجزيل.
وكان الصحابة رضوان الله عليهم يستقبلون رمضان بالدعاء وطلب الغفران من الله عز وجل فكانوا رضوان الله عليهم يكثرون من الدعاء في ليالي رمضان وفي نهاره وفي السجود والقيام فوردت عنهم رضوان الله عنهم العديد من الأدعية التي كانوا يكثرون منها في رمضان فكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه يقول عندما أفطر:" اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي"، وكان الصحابة يقومون ليل رمضان بطوله ويقرؤون القرآن في ليالي رمضان أكثر ممّا بفعلون في الأيام الأخرى فكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن مرة في كل يوم فكانوا رضي الله عنهم يعدّون من يقرأ سورة البقرة في صلاة التراويح في الاثنتي عشر ركعة مخففاً للصلاة وكانوا يقومون الليل كلّه حتى إذا فرغوا من الصلاة استعجل الخدم بالسحور من قرب أذان الفجر.
المقالات المتعلقة بكيف كان الصحابة يستقبلون رمضان