الجار العلاقات الإنسانية متشعبة، ومتعددة بشكل كبير، ولكل من يرتبط الإنسان معهم بنوع معين من العلاقات حقوق عليه، يجب عليه تأديتها، وصيانتها من العبث، أو الاختراق، فإذا ما حدث ذلك كانت العواقب وخيمة على الجميع.
من العلاقات الشائعة بين الناس العلاقة التي تربط الإنسان بجيرانه سواءً في المسكن، أو في أماكن العمل، فالجار له العديد من الحقوق على جاره، وقد نظمت القوانين المدنية، والشرائع الدينية بعض جوانب هذه العلاقة الهامة، غير أن الأمر في نهاية المطاف معقود بناصية الجار وضميره، فإما أن يكون أهلاً لهذه الجيرة، أو لا.
قد كثرت المقولات الشعبية التي تؤكد على ضرورة الاهتمام بالجار، فالجار قد يراه الإنسان أكثر من أي شخص آخر، فهو الشريك في السكن، وقد يكون الجار سرَّاً من أسرار السعادة والهناء، أو سرَّاً من أسرار التعاسة والخسران، وفيما يلي بعض حقوق الجار على جيرانه.
حقوق الجار - الحفاظ على مال الجار، وممتلكاته، في حضوره وفي غيابه من أطماع النفس الإنسانية التي لا تنتهي، فالجار يعرف أدق التفاصيل عن جيرانه، ومن هنا فهو مؤهل بالدرجة الأولى لخيانة جاره في مثل هذه الأمور أكثر من غيره.
- الحفاظ على أسرار الجار، وعلى حرمة بيته، وعلى عرضه، ومن تطبيقات ذلك عدم إفشاء الأسرار التي قد تصل إلى المسامع بكل سهولة ويسر، كما ويجب غض البصر، وعدم التدخل في الأمور التي ليس لأحد بها علاقة.
- تذكر الجار وتفقده في الأفراح، والأتراح، وتقديم الهدايا له باستمرار، والوقوف إلى جانبه، ومن العادات المحببة التي كانت تدل على تراحم أبناء الحي واهتمامهم ببعضهم البعض والتي قلت اليوم إلى الحدود الدنيا نتيجة للأنماط المعيشية الحديثة: تبادل أطباق الطعام بشكل مستمر، وفتح الجيران بيوتهم لبعضهم البعض لاستقبال المهنئين في الأفراح، والمعزِّين في الأحزان، فالجار يعتبر وفقاً للثقافة العربية والإسلامية جزءاً من العائلة يجب الاهتمام به، والحرص على راحته.
- زيارة الجيران، بشكل مستمر، والعناية بهم في حال غياب رب الأسرة، أو في حالات الحروب.
- عدم إزعاج الجار بالأصوات المزعجة، أو الكلمات البذيئة، أو الضحك المرتفع، أو الأغاني الصاخبة، أو السهر إلى أوقات متأخرة من الليل، فكل هذه الظواهر السيئة وغيرها تعتبر من أكثر ما ينتهك به الإنسان خصوصية جيرانه، وراحتهم.
- دعم الجيران الفقراء مادياً، ومعنوياً، فهم أولى من غيرهم إذا كان الإنسان مقتدراً، ميسور الحال، ويرغب في إخراج جزء من أمواله لوجه الله تعالى.
- التساهل مع الجيران، وعدم سد مختلف الأبواب في وجوههم، خاصة إن استأذنوا بالقيام بفعل لا يتسبب بأذى، فالتساهل مع الجيران، والمطالبة الدائمة بالحقوق يفقد هذه العلاقة وغيرها من العلاقات مرونتها.