قارّة أوروبا (بالإنجليزيّة: europe) هي إحدى قارات العالم السّبع٬ وتُعدّ ثاني أصغر قارّة من من حيث المساحة.[١] تبلُغ مساحتها 10,180,000 كم2٬ ووصل تعدادها السُكانيّ إلى 740 مليون نسمة في عام 2016م.[٢] تُسمّى قارّة أوروبا بالقارّة العجوز التي تُمثّل العالم القديم، وذلك مُقابل مُصطلح العالم الجديد الذي أُطلِق على قارّتي أمريكا الشماليّة والجنوبيّة عندما تمّ اكتشافهما.[٣] تقع قارّة أوروبا في الجزء الشماليّ من خطّ الاستواء.[٢]
تاريخياً٬ لعبت قارّة أوروبا دوراً بارزاً في التّاريخ العالميّ الحديث؛ فقد عاصرت القارّة الأوروبيّة العديد من الأحداث التاريخيّة على مَرّ الزّمن، ففي بداية القرن الخامس عشر كانت هي المُسيطرة على الأمريكيّتين، إلى جانب العديد من البلدان حول العالم، وكانت هي المنبع الذي خرجت منه الثّورة الصناعيّة والاقتصاديّة التي انتقلت من بعدها إلى جميع أنحاء العالم، وكانت أرضها مركزاً للصّراعات خلال الحرب العالميّة الأولى والثانية.[٤]
الدول الأوروبيةتتكون قارة أوروبا من 49 دولة٬ تتفرّد كلّ منها بمجموعة من الميزات التي تجعلها محطّ اهتمام العديد من النّاس للذّهاب إليها، وهذه الدّول هي: ألبانيا، وأندورا، وروسيا البيضاء، وبلجيكا، وأرمينيا، والنّمسا، والبوسنة والهرسك، وقبرص، وجمهورية التّشيك، وبلغاريا، وكرواتيا، وفرنسا، وألمانيا، واليونان، والدّنمارك، وإستونيا، وفنلندا، والمجر، وآيسلندا، وليختنشتاين، وليتوانيا، ولوكسمبورغ، وأيرلندا، وإيطاليا، ولاتفيا، ومقدونيا، ومالطا، والنّرويج، وبولندا، والبرتغال، ومولدافيا، وموناكو، والجبل الأسود، ورومانيا، وسان مارينو، وإسبانيا، والسّويد، وسويسرا، وصربيا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، وأوكرانيا، والمملكة المُتّحدة، والفاتيكان. أمّا الدُّول المُشترَكة بين قارّتيّ أوروبا وآسيا، فهي أذربيجان، وروسيا، وتركيا، وجورجيا، وكازاخستان.[٥]
الفاتيكان أصغر دولة في أوروبادولة الفاتيكان (بالإنجليزيّة: vatican city state)، أو الكرسي الرسوليّ٬[٦] هي أصغر دولة في أوروبا وفي العالم كلّه من حيث عدد السُكّان ومن حيث المساحة.[٧] الفاتيكان دولة مُستقّلة بالكامل، تمتلك قوانينها الخاصّة، ويوجد لها عَلَم خاصّ بها، وجيش خاصّ أيضاً.[٨] تكمن أهميّة دولة الفاتيكان بكونها مقرّ الإقامة البابويّة للدّين المسيحيّ، وهي معقل كنيسة الرّوم الكاثوليك المسيحيّة ومركزها الرئيسيّ في جميع أنحاء العالم.[٩]
يعيش في الفاتيكان 1,000 نسمة، وذلك وفق إحصاءات عام 2015م، وتبلُغ نسبة النُموّ السُكانيّ للدّولة 0%. تبلُغ مساحة الدّولة 0.44 كم2٬[٦] وفي الحقيقة٬ يبلُغ عدد مُواطنِي الفاتيكان 450 نسمة فقط، بينما يتمتّع باقي السُكّان بإذن إقامة فقط، ولكن لا يمتلكون الجنسيّة. يتكوّن نصف سُكّان الفاتيكان تقريباً من الدبلوماسيّين الذين لا يُقيمون فيها بشكل دائم بسبب طبيعة عملهم،[١٠] أمّا السُكّان الدّائمين للفاتيكان فهم البابا حاكم المدينة٬[١١] و71 من الكرادلة، و109 عضو من الحرس السويسريّ، و51 رجل دين، وراهبة واحدة، وذلك وفق إحصاءات عام 2011م.[١٢]
تمّ الاعتراف بالفاتيكان دولةً مُستقلّةً عن إيطاليا في عام 1929م، وذلك عندما قام نائب البابا الخاصّ المسؤول في ذلك الوقت بيوس الحادي عشر، وهو بيترو كاسباري، بتوقيع اتفاقيّة لاتران مع الرئيس الإيطاليّ موسيليني، حيث صدر نتيجة هذه الاتفاقيّة قرارات تضمّنت إشراف الفاتيكان على جميع الكنائس والأديرة الموجودة في إيطاليا، بالإضافة إلى تعويض الفاتيكان بمبلغ 92 مليون دولار.[١٢][١٣] ومن الجدير بالذّكر بأن من يرأس الفاتيكان هو البابا المُنتَخب، والذي يمتلك كامل الصلاحيّات.[١٤]
السّبب وراء تسمية الفاتيكان بذلك هو التلّ الذي تقع عليه الفاتيكان نفسها، حيث يُسمّى (mons vaticanus). وأصل تسمية هذا التلّ هي الكلمة اللاتينية (vaticinari) التي يمكن ترجمتها إلى التنبُؤ؛ حيث كان العرافّين والكُهّان يتردّدون على المنطقة بكثرة خلال العهد الرومانيّ. بينما تأتي تسمية الكُرسي الرسوليّ (بالإنجليزيّة: the holy see) من اللغة الإغريقيّة؛ حيثُ إنّ أصل كلمة (holy) هي كلمة (hera) بالإغريقيّة، والتي تعني مُقدّس، أما كلمة (see) فهي من الكلمة اللاتينيّة (sedes) والتي تعني المِقعد٬ وبذلك يعني الاسم كاملاً كرسيّ الأسقفيّة.[٦]
المعالم التاريخيّة في الفاتيكانتضمّ الفاتيكان العديد من المعالم التاريخيّة والدينيّة، ونتيجةً لأهميّة المعالم التي توجد فيها فقد تمّ إدراج دولة الفاتيكان على قائمة التّراث العالميّ من قِبَل منظمة اليونيسكو في عام 1984م.[١٥] ومن أبرز المعالم الدينيّة والتاريخيّة التي توجد في الفاتيكان هي:
كانت الفاتيكان مدينة صغيرة منذُ العصور القديمة، في العهد الرومانيّ قام الرومان باستيطان الأراضي حول الفاتيكان وبناء مبانٍ تعود لخدمتهم، واعترض القدّيس بُطرس، أحد التّلاميذ الاثني عشر، على ذلك، لكن اعتراضه انتهى باستشهاده في المنطقة عام 64م،[١٧] وبعد ذلك، بُنيَت الفاتيكان فوق قبر القدّيس بطرس الذي ضحّى بنفسه لحمايتها.[١٨] اليوم، يُشّكل قبر القديس بطرس مركز الدّولة. في عام 313م تمّ الاعتراف رسميّاً بالدّين المسيحيّ، فقام الإمبراطور قسطنطين ببناء كنيسة كبيرة في الفاتيكان عام 324م.[١٧]
في عام 1870م أُعلن عن توحيد المملكة الإيطاليّة، ولفرض سيطرتها التامّة قامت الحكومة الإيطاليّة بالسّيطرة على جميع الأراضي التّابعة للكنيسة، وكنتيجة لذلك قامت نزاعات كبيرة بين الكنيسة الكاثوليكيّة والحكومة. في بداية الأمر رفضت الكنيسة الاعتراف بالحكومة الإيطاليّة، وقام البابا بيوس التّاسع بتسمية نفسه سجين الفاتيكان، ورفض هو ومن معه مغادرتها لحوالي 60 سنة.[١٢] وكان سبب النّزاع الرئيسيّ بين الطّرفين هو خلافٌ حول إدراة الأُمور السياسيّة والدينيّة في الدّولة.[١٩]
في 11 فبراير 1929م تمّ حلّ النّزاع بين الكنيسة الكاثوليكيّة والمملكة الإيطاليّة، ووقّع الطّرفان اتّفاقيّة لاتران التي تمّ التّصديق عليها رسميّاً في 7 يونيو 1929م. وخلُصَت الاتّفاقية إلى الاعتراف بدولة الفاتيكان كدولة مُستقلّة في حدود الدّولة الإيطاليّة، مع تمتّعها بحُكم ذاتيّ مُستقِّل. لاحقاً، قام البابا بولس السّادس بحلّ القوّات العسكريّة البابويّة في عام 1970م، وأُستُثنيَ من ذلك الحرس السويسريّ الذي ما زال يحرُس المدينة في الوقت الحالي.[١٣] من الجدير بالذّكر أنّ موسوليني هو من قام بتوقيع الاتفاقيّة آنذاك مع الكنيسة الكاثوليكيّة، وتمّ تعويض الأخيرة بمبلغ 92 مليون دولار.[١٢]
المراجعالمقالات المتعلقة بأصغر دولة أوروبية