يقول الله تعالى { و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون } ، فالإنسان يعيش في هذه الدنيا لإعمارها و العمل على طاعة الله سبحانه و تعالى إبتغاء جنّته و رضوانه ، و الطّاعة و العمل لرضى الله تعالى تتطلّب الإيمان بالله سبحانه و قدرته في خلقه ، و الخوف من غضبه و نقمته على غير المؤمنين . و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :" ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربّاً ، و بالإسلام ديناً ، و بمحمد نبيّاً و رسولاً " ، فمن هنا يخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أول طريق الإيمان و حلاوته و العيش في رضى طاعة الله عز و جل ، أن ترضى بالله رباً هو أن تؤمن من أعماقك أن لا قدرة لمخلوق دون مشيئة الخالق ، و أنّه لو إجتمعت الإنس و الجن على أمر لا يحدث إلا بأمر الله تعالى ، و هذا يعني الطمأنينة أنّه لا يحدث من أمر في الدّنيا لك إلا و قدّره الله تعالى ، أمّا الإسلام فهو الطّريق لرضى الله سبحانه و تعالى و جنّته ، فإتّباع تعاليم الإسلام بدءاً بالفروض من الصّلاة و الزّكاة و الصّوم و حج البيت إن إستطاع له الإنسان سبيلاً ، إلى إعمار الأرض و التّعامل مع الآخرين بأخلاق الإسلام التي تدعو إلى المحبة و التّسامح و سيادة التّراحم و الود بين البشر . ذلك هو المسلك الإيماني الذي يدعو إليه الله تعالى ، فمن فعل ذلك ذاق حلاوة الإيمان . و أمّا الرضا بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبياً و رسولاً يكون بإتباع سنته و التخلق بخلق رسول الله الكريم الذي أشاد به غير المسلمين قبل المسلمين ، و يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه و سلم : { و إنك لعلى خلق عظيم } . فما أعظم الإيمان و الشعور برضى الله تعالى و إستحضار هيبته عند الصلاة و قراءة القرآن و عند العمل على الطاعات .
يقول الله تعالى في الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي " ، فكما يظن المؤمن بالله تعالى أن رحمة الله تغلب غضبه ، و أنه يفرح بعودة العبد إليه و التقرب إليه بالطاعات ، يجزيه الله تعالى أفضل الجزاء في الدنيا و في الآخره يحشره مع الصالحين ، و يذق المؤمن حلاوة الإيمان و العيش في رضا الله تعالى كلما تقرب إليه بالفروض والنوافل و الدعاء .
المقالات المتعلقة بكيف أزيد ايماني