اهتمام النبيّ بالأطفال اهتمّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بالأطفال، ودعا المُسلمين إلى ضرورة تربيتهم وفق الطُرق الصحيحة؛ نظراً لحساسية هذه المرحلة العُمريّة التي ستُؤثر على جميع جوانب شخصيّتهم في المُستقبل، وقد كان الرسول -صلّى الله عليه وسلم- رؤوفاً بالأطفال ورحيماً بهم، ويدعو صحابته إلى التعامل بالمثل مع أطفالهم والأطفال الآخرين، ولو نظرنا إلى السيرة النبويّة نجدُ العديد من المواقف التي تتوافق مع أساليب التربية الحديثة وأنّ الرسول -صلى الله عليه وسلّم- هو من ابتدأ بتعليم المسلمين هذه الأساليب التربويّة.
مظاهر تعامل النبيّ مع الأطفال كان اهتمامُ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالأطفال نابعاً من معرفته بأهميّة رعايتهم، من خلال العطف عليهم ومنحهم الحنان، حتّى يتربى على قوّة الشخصية منذ الصغر، وكان إذا رأى منهم تصرّفاً يتخالفُ مع الأدب ينصحهم بالرفق والّلين، وهذا كلّه من شأنه خلق إنسان ذي شخصيّة مُؤثّرة في مجتمعه: وهذه بعض النماذج لكيفيّة تعامل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- معَ الأطفال، حتى نقتديَ به في تربيتنا لأبنائنا:
- تحنيك الطفل والدعاء له: حيث كان يأتي إليه المُسلمون بالطفل وقت ولادته ليقوم الرسول بتحنيكه بالتمر، أي مضغ كميّة بسيطة من التمر وإطعامها للطفل، وقد بيّن العلم أنّ هذه الخطوة تحمي الطفل من العديد من الأمراض منذ بدْء نشأته.
- السلام على الأطفال: حيث كان الرسولُ -صلى الله عليه وسلّم- يُبادر في السلام على الأطفال عند مروره بهم، ممّا يمنحُهم معنويّاتٍ تجعلهم يشعرونَ بأنه يُمكنهم التحدّث مع مَن هم أكبر منهم سناً، وهذا من شأنه أن يجعلهم أكثر ثقة بأنفسهم.
- ملاعبة الأطفال الصغار: وقد كان هذا واضحاً من خلال معاملة الرسول لأحفاده أبناء السيّدة فاطمة الزهراء، وهما الحسنُ والحسين، وهناك عددٌ من المواقف التي كان الرسولُ يداعبُ الأطفالَ فيها، ويزرع في نفوسهم الفرح وحبّ المرح؛ كونَهم أطفالاً صغاراً وبحاجة للعب مع ذويهم.
- مناداة الطفل بالكنية: كأن يُسمّي الطفل بأبي فلان، وهذه تجعل الطفل يشعُر بأنه يُمكن معاملته وكأنّه شاب يُمكن الاعتماد عليه.
- التعامل مع الطفل بلطف: ويتجلّى ذلك من خلال معاملة الرسول للأطفال والنزول لمستوى عقلهم البسيط؛ لأنّ الطفل بطبعه لا يُحب الإنسان العبوس، وهذا يُعلم الآباء بضرورة الرفق بأطفالهم وعدم التأفّف ممّا يسببونه من متاعب.
- تقدير الطفل: حيث كان الرسول يوصي بمعاملة الليّنة والرحيمة مع الطفل، وذلك أهمّ أساليب التربية والأخلاق الحميدة، كأن يُبيّن لهم أهمية الصدق والابتعاد عن الكذب بأسلوب فيه رفق، وكان الرسولُ -صلى الله عليه وسلّم- ينهى الآباءَ عن الكذب على أبنائهم كنوعٍ من التنشئة السليمة للطفل الذي يقتدي بوالديه. حتّى لو رأى الرسول تصرّفاً خاطئاً من الطفل فإنه كان يتعامل معهم دون صراخ، بل كان يُشعرهم بأن هذا التصرف خاطئ دون أن ينهرهم.
- الاهتمام بحقوق الطفل الاجتماعيّة: ويتبين ذلك من خلال اهتمام الرسول الكريم بتسمية الطفل بالاسم المناسب، وتوثيقه وإشهاد الناس على أنّ فلان هو ابنُ فلان من الناس الذي تزوّج وفق الشريعة الصحيحة، وهذا لتعريف الناس بنسب هذا الطفل وحمايته من المشاكل في المستقبل.
- حثُّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأمَّ على ضرورة إرضاع طفلها رضاعة طبيعية كحقٍ له، ودعا الوالدين للتحلي بالأخلاق الحميدة حتى ينشأ طفلهم نشأة سليمة، وأوصى الرسول بحقّ الطفل في الميراث، وأنّ على المُسلمين الاهتمام بشكل كبير بالطفل اليتيم وتقديم الرعاية له وحفظ ماله.