الإيمان بالله تعالى من مسائل العقيدة الإسلامية التي تكلم عنها العلماء مسألة زيادة الإيمان ونقصانه، فالعبد وفي لحظاتٍ ومواقف معينة يستشعر قربه من الله تعالى وزيادة الإيمان في قلبه، بينما تراه في مواقف أخرى يقلّ إيمانه ويضعف، فالعبادة على سبيل المثال من الأمور التي تزيد الإيمان في القلب، وتحرك مشاعر الخشية والرهبة من الله تعالى، بينما تكون المعاصي والذنوب لها آثارٌ سلبية في إضعاف إيمان الإنسان وإبعاده عن دينه، وسنذكر في هذا المقال بعض النصائح لتقوية الإيمان بالله تعالى.
نصائح لتكون مؤمناً قوياً - الحرص على العبادات والطاعات: فالعبادة هي ما شرعه الله تعالى للإنسان من فرائض وأركان وأمره بالحرص عليها مرتباً الأجر على أدائها، ومن تلك العبادات: الصلاة، والصيام، والزكاة وكلّ أمرٍ يتقرّب فيه الإنسان إلى ربه، ويكون أثر هذه العبادات ظاهراً ملموساً في زيادة الإيمان في قلب العبد حينما يستشعر زيادة الخشية في قلبه، وزيادة التقوى عنده.
- الحرص على حضور مجالس الذكر والعلم الشرعي: فمجالس الذكر تحفّها الملائكة بأجنحتها، وتتنزل عليها السكينة من رب العالمين، ومجالس العلم ترفع المؤمن درجاتٍ عند ربه، وتزيد بصيرته، وتعظم خشيته، وتقوي إيمانه بربه، فالعارف بالله تعالى المدرك لأسرار الكون، المطلع على آيات الله تعالى في الكون والآفاق، لا شكّ بأنّ إيمانه يتفوق على الجاهل الذي لا يمتلك أدوات العلم التي تمكنه من فهم وإدراك ما حوله.
- ترك المعاصي والآثام وهجرانها: فالمعصية والذنوب لها آثارٌ سوداء في قلب المسلم حينما تترك فيه نقطاً مظلمةً لا يمحوها إلّا التوبة والاستغفار، وإنّ تلك الذنوب والمعاصي تنقص إيمان العبد وتضعفه، بينما يكون في تركها وهجرانها تقويةٌ للإيمان وتعزيزاً لمشاعر الخشية والتقوى.
- الحرص على امتلاك المهارات الإنسانية: خاصةً تلك التي ترتقي بالإنسان وتجعله مؤمناً قوياً، ففي الحديث النبوي الشريف: (المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ، وفي كلٍّ خيرٌ)[صحيح مسلم]، وإنّ من مظاهر القوة في حياة المسلم أن يكون قوياً في علمه، ومهنته، ومهاراته الإنسانية التي تجعله قادراً على الإنتاج، والإبداع، والتفاعل الإيجابي مع الناس.
- امتلاك القوة في البدن: فالقوة الجسدية في الإسلام مطلوبة بلا شكّ، فالمؤمن قوي البنية يستطيع خوض المعارك والجهاد في سبيل الله أكثر من المؤمن الضعيف هزيل البنية، كما أنّ المؤمن القوي الذي يمتلك مهارات القتال هو أقدر من غيره على هزيمة خصومه وأعدائه، لذلك أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بأن نُعدّ لأعدائنا ما استطعنا من قوةٍ بدنيةٍ وماديةٍ لنرهب أعداء الله والإنسانية.