تُعرف جُزر القمر (بالإنجليزيّة: comoros) بأنّها جمهوريّة اتحاديّة يُطلق عليها مُسمّى الاتّحاد القمريّ، وتعرف أيضاً باسم جمهوريّة جُزر القمر الاتحاديّة الإسلاميّة، وتعتبر مدينة موروني هي العاصمة الرسميّة لها. تستخدم جُزر القمر عملة الفرنك القمريّ، وتقع في الجهة الشماليّة لقناة موزمبيق في شرق ساحل قارّة أفريقيا، عند التّقاطع مع جزيرة مدغشقر. تتكوّن الجمهوريّة القمريّة من مجموعة من الجُزر التي شكّلت اتّحاداً سياسيّاً فيما بينها منذ استقلالها.[١]
تاريخهاهاجرت العديد من القبائل الأفريقيّة والآسيويّة إلى جُزر القمر منذ القرون الميلاديّة الأولى، وعندما أصبح التُجّار العرب يُسافرون إلى هذه الجُزر انتشر الإسلام بين سُكّانها، واستقرّ العديد من المُهاجرين في أرضها من عُمان، وبلاد فارس، واليمن، وغيرها من الدّول الأُخرى، وفي عام 1502م قامت القوّات البرتغاليّة باحتلال جُزر القمر، وقام السُكّان بالثّورة على الاحتلال البرتغاليّة، وتمكّنوا من طرد البرتغاليّين واستعادة أرضهم.[٢]
عانت جُزر القمر من العديد من الحروب الأهليّة والإقليميّة؛ فهاجمتها جزيرة مدغشقر ولكن تمكّن حاكمها من توحيد أرضها، وفي عام 1841م تعرّضت جُزر القمر للاحتلال الفرنسيّ، وساهمت الحروب الأهليّة التي اندلعت بين حكام الجُزر في التّعزيز من السّيطرة الفرنسيّة عليها، وخصوصاً بعد إعلان الحماية الفرنسيّة في عام 1887م، وأصبحت السّياسة الاستعماريّة الفرنسيّة أكثر استغلالاً للموارد الطبيعيّة والاقتصاديّة الخاصة في جُزر القمر.[٢]
في عام 1913م أصدرت السّلطات الاحتلاليّة الفرنسيّة قرار السّيطرة الكُليّة على جُزر القمر، ومن ثم تمّ ربطها مع مُستعمرة مدغشقر، حتى أصبحت مُستعمرةً مُستقلّةً في الحرب العالميّة الثانية، وفي عام 1957م أعلنت السّلطات السياسيّة في جُزر القمر عن قيام مجلس وزراء حكوميّ، وفي عام 1961م قامت الحكومة الفرنسيّة بتعيين مندوب ساميّ لها في جُزر القمر، وفي عام 1972م بدأت الاحتجاجات والمُطالبات الشعبيّة بالاستقلال عن فرنسا، وفي عام 1974م أعلنت الحكومة القمريّة عن استفتاء شعبيّ للحصول على الاستقلال التي حصلت عليه رسمياً عام 1975م.[٢]
تضاريسها الجغرافيّةتصل المساحة الجغرافيّة الإجماليّة لجُزر القمر كافّةً إلى حوالي 3468كم²، وتُشكّل أراضيها أربع جُزر، وهي:[٣]
إنّ المناخ السّائد في جُزر القمر هو مناخٌ استوائيّ، وعادةً يتوزّعُ على موسمين، هما: الموسم الأول هو فترة الجفاف الذي تكون فيه حالة الطّقس دافئةً، ويمتدّ بين شهور أيّار (مايو) إلى تشرين الأول (أكتوبر)، أمّا الموسم الثّاني فهو موسم الرّطوبة الذي يمتدّ بين نوفمبر (تشرين الثاني) إلى نيسان (أبريل)، وتصل درجة الحرارة العُظمى في شهر نوفمبر إلى 33 درجةً مئويّةً، أمّا نسبة هطول الأمطار الأكثر ارتفاعاً فتحدث في شهر كانون الثّاني (يناير)، وفي المواسم الأُخرى تصل درجة الحرارة العُظمى إلى 29 درجةً مئويّةً.[٤]
اقتصادهايُعاني القطاع الاقتصاديّ الخاصّ في جُزر القمر من فقر الموارد الطبيعيّة، ممّا يُؤدّي إلى مُعاناتها من الأزمات الاقتصاديّة، والتي أثّرت سلبيّاً على العديد من المجالات؛ وخصوصاً قطاع التّعليم؛ إذ يشهد انخفاضاً في مُعدّلات المُتعلميّن في المراحل التعليميّة المُتقدّمة، وتُشكّل الزّراعة وصيد الأسماك عواملَ مُؤثّرة على النّاتج المحليّ الإجمالي لجُزر القمر، وأدّى ذلك إلى السّعي لتطبيق خُطط استراتيجيّة تمّ اعتمدها للمُحافظة على التّوازن الاقتصاديّ، ومن أهمّها العمل على استقطاب الاستثمارات الدوليّة، وخصخصة المُؤسّسات والشّركات المحليّة.[٥]
تركيبتها السكانيّةيصل العدد التقديريّ لسكان جُزر القمر إلى ما يقارب 794,678 نسمةً، أمّا أغلبيّة السُكّان فهم من أصول أفريقيّة، مع وجود مجموعات من المُهاجرين من الدّول العربيّة، والهنود، والآسيويّين، وغيرهم من المجموعات التي تُمثّل أقليّات في المُجتمع القمريّ، ويُعتَبر الإسلام هو الدّين الرسميّ للدّولة؛ إذ تُشكّل نسبة المُسلمين في جُزر القمر 98% من إجماليّ عدد السُكّان، وتُعتبر كلٌّ من اللّغتين العربيّة والفرنسيّة اللّغات الرسميّة والمُعتَمدة في كافّة المجالات العامّة، وأيضاً تُستخدم بعض اللّغات الثانويّة، كاللّغة السواحليّة بين السّكان، وتشهد جُزر القمر تزايداً في الكثافة السكانيّة.[٥]
المراجعالمقالات المتعلقة بأين تقع جزر القمر