يدعو المسلم ربّه تعالى دائماً بقوله اللهم يا مثبّت القلوب ثبّت قلبي على دينك ، فالثّبات على الدّين والتّقوى والإيمان هو من أجلّ الأماني والغايات التي يسعى إليها المسلم ، ذلك بأنّ المسلم يعلم بأنّ القلوب هي بيد الله تعالى وأنّها بين إصبعين من أصابع الرّحمن جلّ وعلا يقلّبها كيف شاء ، فالأمر حقيقةٌ جلل ، وأن يحال بين المرء وقلبه فهذا من أشدّ الأمور وأعظمها ، فحين حال الإنسان كذلك والعياذ بالله تعالى يكون مسيّراً لا يدري كيف يسير في حياته ولا يستشعر أنّ له إرادةٌ نحو الفعل ، فقد يظلّ مقيماً على معصية الله تعالى وهو لا يدري عظم ذلك وجرمه عند ربّه ، لذلك فإنّ الثّبات على الدّين هو من أكثر ما يتمنّاه المسلم في حياته الدّنيا ، ويكون بالدّعاء إلى الله تعالى أولاً أن يثبّت القلوب ، ثمّ يأتي ثانياً دور المسلم في حياته باتباع طرقٍ معيّنةٍ تساعده على الثّبات على دينه ، ومنها :
أن يحرص الإنسان على أن يكون صديقه وصاحبه من أهل التّقوى والصّلاح ، لأنّ الصّاحب الصّالح تراه يحثّ صاحبه دائماً على الطّاعة وفعل الخير ، وتراه إذا أخطأ ينبّهه على خطئه ، وكذلك إذا احتار في أمرٍ من أمور الدّنيا تراه يرشده وينصحه ، وإنّ الحصول على صديقٍ صالحٍ هو من النّعم التي ينبغي على الإنسان المحافظة عليها مع شكر الله تعالى ، وكم نرى في حياتنا المعاصرة من أناسٍ رأيناهم ملتزمين في فتراتٍ من عمرهم ثمّ نتيجة تعرّفهم على أناسٍ فاسدين تراهم يتغيّرون ويقلّ إيمانهم وربّما تركوا صلاتهم وعباداتهم بسبب ذلك - والعياذ بالله- .
أن يوطّن المسلم نفسه دائماً على عمل الخير وأن لا يلتفت إلى ما يصنعه النّاس ، بمعنى أن النّاس قد يزيّنوا الباطل أحياناً للإنسان ، وفي الحديث لا يكون أحدكم إمّعه إن أحسن النّاس أحسن وإذا أساء النّاس أساء ، بل يحرص على مخالفتهم في ما يكره من الأفعال و الأقوال مع النّصيحة لهم ، وكلّ ذلك يوثّق الإيمان ويجذّره في قلب المؤمن ويجعله عزيزاً عند الله تعالى .
وأخيراً وفي زمننا الذي تكثر فيه الفتن على الإنسان أن يحرص على أن يبتعد عن مواطن الفتنة التي تزعزع دين الإنسان والاختلاط المحرّم ، كما أنّ على المسلم أن يتسلّح بسلاح التّقوى بالاستزادة من الطّاعات فهي ممّا تثبّت المرء على دينه .
المقالات المتعلقة بكيف اثبت قلبي على الايمان