عدد السكان في العالم

إن التزايد السريع لعدد السكان في العالم كان مثار قلقٍ للمتخصّصين منذ القدم، فكان عالم الاقتصاد البريطاني " مالثوس" أول من قال بأن تزايد أعداد السكان في العالم قد يفوق إنتاجه من الغذاء مما سيعرِّض شعوب الأرض للمجاعات، إلا أنّ متخصّصون ردوا على هذه النظرية بأن الضوابط الطبيعية لعدد السكان كفيلة بالحد من التزايد السكاني السريع.

ذكر تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان بأنّ عدد السكان في العالم سيصل إلى " سبع " مليارات فرد مع نهاية عام 2011م ويشكل الشباب ما مجموعه 1,8 مليار شاب، ودعى التقرير إلى الاستثمار بالشباب عن طريق التعليم للمساهمة في تسريع النمو الاقتصادي في بلدانهم لمواجة خطر التزايد السكاني السريع.

وفي الوقت نفسه حذّرت الأمم المتحدة بأن عدد سكان العالم سيصل إلى 15 مليار نسمة مع نهاية هذا القرن مما سيشكّل استنزافاً كارثياً للموارد الطبيعية على كوكب الأرض لذا من الواجب اتخاذ إجراءات لتوقيف هذا النمو السريع للسكان وقد أرجع هذا التقرير سبب هذا التزايد السريع للنمو السكاني في العالم إلى تحسّن الوضع الصحي، وتوفر الغذاء خلال القرن الماضي.

طالب التقرير حكومات الدول بتبني سياساتٍ لتنظيم الأسرة، وذكر التقرير بأنّ تسارع النمو في قارة آسيا وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية قد عادل انخفاض معدّل النمو في الدول المتقدمة، كما طالب البرفسور " جاك غولستون" مؤلّف كتاب " القنبلة السكانية" بضرورة أن يتحرك زعماء العالم للحد من هذا النمو السريع للسكان، ولا بد من عمل ثورةٍ في ترشيد استخدام الطاقة، والمياه، والأرض وإلا ستتحقق رؤية عالم الاقتصاد البريطاني القديم "توماس مالتوس" الذي نبّه إلى أنّ البشر سيصلون لمرحلة زيادة في أعدادهم تفوق قدرتهم على إنتاج الغذاء.

تؤكّد جميع الدراسات التي أجريت حول نسب النمو السكاني في دول العالم بأنّ الدول النامية هي الأكثر نمواً طبيعياً في سكانها فتوقعت دراسات أجرتها الأمم المتحدة عن توجهات السكان في العالم بأنّ الهند ستصبح أكبر دول العالم سكاناً بحلول عام 2022 م ، كما أنّ نيجيريا الدولة الإفريقية ستحتلّ المرتبة الثالثة في عدد السكان على مستوى العالم لتحل مكان الولايات المتحدة الأمريكية، كما توقعت هذه الدراسة أن تستحوذ قارة أفريقيا على أكثر من نصف النمو السكاني في العالم.

وخلصت الدراسة بأن نصف النمو السكاني في العالم سيكون في تسع دولٍ هي الهند، ونيجيريا، وباكستان، والكونغو الديمقراطية، وأثيوبيا، وتنزانيا، وأندونيسيا، وأوغندا، ونبّه مدير قسم السكان في الأمم المتحدة بأن تركز النمو السكاني في الدول الأكثر فقراً يعد مشكلة.