تقع تركيا في قارة آسيا ويمتد جزءٌ من أراضيها في قارة أوروبا، وللجمهورية التركية أهميةٌ اقتصاديةٌ كبيرةٌ على مستوى الإقليم وعلى مستوى العالم، وبالنظر إلى التاريخ نرى أنّ لتركيا تاريخٌ عظيمٌ خلال عهد الخلافة الإسلامية، فقد كانت لفترةٍ طويلةٍ تمثّل الدولة التي تحكم بالشريعة الإسلامية وقد استطاعت بناء حضارةٍ إسلاميّةٍ ما زالت باقيةً حتى اليوم.
تاريخ تركيالقد كانت تركيا والمتمثلة بالإمبراطورية العثمانيّة الحامية للإسلام لفتراتٍ طويلةٍ خاصّةً في بداية تأسيس الدولة العثمانيّة، إلا أنّ ضعف الحكّام وانتشار الفساد والرشوة بين المسؤولين أدّى إلى إضعاف الولايات البعيدة عن مركز الدولة وانفصالها عن الدولة الأم، ممّا أدّى إلى إضعاف الدولة بكاملها، وطمعت بها الدول الأوروبيّة.
لقد تقسّمت أراضي الإمبراطورية العثمانية مع نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث إنّ العثمانيين دخلوا الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا وانهزمت ألمانيا وشركاؤها في الحرب، فتمّ تقسيم أراضي الإمبرطوية العثمانية إلى مناطق نفوذٍ بين الدول الأوربية التي انتصرت في الحرب وبذلك تراجع دور تركيا وتقلّصت أراضيها حتى جاء مؤسس تركيا الحديث وهو كمال أتاتورك الذي أنشأ نظاماً ديمقراطياً علمانياً أي أنّه فصل الدين عن الدولة على قاعدة "أنّ الدين لله والوطن للجميع"، فأصبحت تركيا تميل للتعاون مع الدول الأوروبية أكثر من تعاونها مع المحيط العربي أو الإسلامي.
عدد المسلمين في تركيامن الطبيعي أن يشكّل المسلمين غالبية السكان في تركيا، فقد كانت تركيا ولفترةٍ طويلةٍ الإمبراطورية العثمانيّة حامية الإسلام، إلى أن تراجعت وضعفت الإدارات وتحوّلت تركيا إلى دولةٍ علمانيةٍ حيث فصلت ما بين الدين والدولة، وحسب آخر الإحصائيات الرسمية خلال عام 2013 فإنّ عدد السكان الكلي فيها يقدّر بـ 75 مليون نسمةٍ، يشكل المسلمون ما نسبته 98% من نسبة السكان الكلية إذ يقدّر عددهم بحوالي 73 مليون نسمةٍ، غالبيتهم يتبعون المذهب السنّي فيشكّل أصحاب المذهب السني حوالي 90% من مجموع عدد المسلمين في تركيا، وحسب آخر الإحصائيات يشكّل الشيعة العلويون ما نسبته 10%.
لقد كان للأنظمة الديمقراطية في تركيا تأثيرٌ كبير في بناء قطاعتها الاقتصادية وبناء قوةٍ عسكريةٍ يُحسب لها حسابٌ على صعيد دول المنطقة والعالم، إذ تعيش تركيا حالياً فترة نهوضٍ اقتصاديّ وازدهارٍ بمختلف المجالات، فقد تطوّرت القطاعات الإنتاجيّة فيها خاصّةً القطاع الصناعيّ حتى أصبحت تشكّل عاملاً مؤثراً في السياسة العالمية، وأصبح تقارب تركيا مع محيطها العربي والإسلاميّ أكثر ممّا كان عليه سابقاً كما تشكّل ركناً قوياًّ في الدفاع عن القضية الفلسطينّية.
المقالات المتعلقة بعدد سكان تركيا المسلمين