يعرف الإتيكيت بأنه فن الحياة السلوكي أو فن التعامل مع الناس، وهو فن يشتمل على النشاطات الإنسانية والأمور الضابطة لها، وأصل المصطلح غربي، ويرتبط بالسلوك الإنساني تحديداً، ويُعنى بالتصرف بحكمة في المجتمع، يقول ديل كارنيجي عن الإتيكيت في كتابه فن التعامل بأنه: فن راقٍ، وهو علم آداب السلوك الإنساني ومعاشرة الناس، شأنه كباقي العلوم له قواعد خاصة به، وتنتشر عالمياً، ويُظهر الفرد عن طريق الإتيكيت سلوكه المهذب وصفاته الحميدة والحسنة التي يتعامل بها مع أفراد مجتمعه، ويعتبر هذا الفن اختيارياً وليس إلزاميّاً.[١]
وتُعرّف الموسوعة البريطانية الإتيكيت على أنه سلوك يساعد الفرد على الانسجام مع الأفراد الآخرين ومع البيئة التي يعيش فيها، كما يعبر عن التصرف الحسن واللباقة في التعامل مع الآخرين مع الحرص على تحسين العلاقات معهم، فهو المفتاح الذي يؤدي إلى نجاح العلاقات الاجتماعية، فيحترم الفرد ذاته ويحترم الآخرين كذلك، ويظن البعض أن الإتيكيت هو عبارة عن تصرفات غربيّة يحاول الشخص تقليدها كي يبدو متحضراً، إلّا أن هذا يبعد الكلمة عن معناها الحقيقي، فكلمة إتيكيت في أصلها هي كلمة فرنسية ومعناها: (السلوك بالغ التهذيب)، فالإتيكيت بشكل عام هو ما يضبط السلوك الاجتماعي خاصة بعد أن انفتح العالم على بعضه، حيث أصبح الإتيكيت ضرورة اجتماعية لا غنى عنها، كما أقيمت المؤتمرات والاتفاقيات الخاصة به منذ زمن.[١]
وبشكل عام فإن الإتيكيت هو فن كبقية الفنون وعلم قائم بذاته كسائر العلوم، وهو فن احترام الفرد لذاته وللآخرين، والتعامل معهم بطرق حسنة ولبقة، ويمكن القول إن الإتيكيت يعبر عن الأناقة السلوكية، فليست الحضارة في الأناقة باللباس، والمسكن وما إلى ذلك فقط، بل تتمثل الأناقة بالسلوك أيضاً،[١] أما مرجعية الإتيكيت فهي الثقافة الإنسانية الشاملة والتي قليلاً ما تختلف من بلد إلى آخر، وتشتمل المعاني العربية لمصطلح الإتيكيت: الذوق العام، والذوق الاجتماعي، وآداب السلوك الاجتماعي، والقدرة على التصرف في المواقف الحرجة بفن، وهو عبارة عن ضبط السلوك الاجتماعي وفقاً للقواعد المجتمعية المعاصرة، كما أنه رمز أخلاقيٌ ينبع من داخل الإنسان، ويعبر عن تقاليد المجتمع.[٢]
قد يصاب بعض الأفراد بالحرج عند الجلوس على مائدة الطعام مع أفراد آخرين، وخاصة إذا ما كانت الجلسات رسمية كالاجتماعات واللقاءات الخاصة، إلّا أن الحل بسيط جداً لعدم الوقوع في الحرج، وهو التعرف على بعض القواعد الأساسية الخاصة بالتعامل على مائدة الطعام، ومن أهم هذه القواعد:[٣]
عُرف الإتيكيت تاريخياً في دولة الأندلس بعد أن فتحها المسلمون، وعندها جاءت مجموعات من إنجلترا وفرنسا ليتعلموا الآداب والسلوك من العرب، وتم إنشاء المدارس التثقيفية الخاصة بذلك، وفي تعاليم الإسلام وما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام الكثير من الأمور التي تنظّم السلوك الإنساني والآداب العامة، ويمكن القول إن العديد من المدارس الأوروبية تُعلم طلابها فنوناً من الإتيكيت وردت في القرآن الكريم بشكلٍ أو بآخر، ومنها آداب التحية والمصافحة والسلام، بالإضافة إلى آداب المائدة.[٢]
ويقال إن لفظ الإتيكيت جاء من الكلمة اليونانية القديمة (ستيكوس)، والتي تحمل معنى نظام الطبقات والفئات الاجتماعية، ويقول بعض الباحثين الفرنسيين إن أصل اللفظ جاء من كلمة ticket، والتي تعني بطاقة الدخول إلى المجتمعات الراقية، كما يرجح بعض الباحثين أن اللفظ جاء من كلمة ألمانية وهي stechen، والتي تعني الصفة البارزة والظاهرة.[١]
يدعي البعض أن قواعد الإتيكيت عبارة عن أمور حديثة لم تكن موجودة من قبل، إلّا أن من يتمعن في أفعال الرسول عليه الصلاة والسلام يجد أن أكثر قواعد الإتيكيت جاءت من هديه،[٥] وقد دعت شريعة الإسلام إلى الآداب والتهذيب بشكل عام، ويظهر ذلك جلياً في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: (يا غلامُ، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينِكَ، وكلْ ممَّا يلِيكَ)،[٦][٢] فمثلاً إمساك الشوكة باليد اليسرى لتناول الطعام هي إحدى قواعد الإتيكيت المعروفة عند الناس، إلّا أن الكثير يجهل حقيقة أن الطريقة الأصح هي طريقة زيجزاج في تناول الطعام، ويقصد بها تبديل مكان الشوكة من اليد اليسرى إلى اليمنى بعد تقطيع الطعام، وبالتالي تناول الطعام باليد اليمنى كما دعا الرسول علية الصلاة والسلام، وقد لخص الرسول أهم قواعد الإتيكيت في الحديث النبوي الشريف، وهي التسمية باسم الله، وتناول الطعام باليد اليمنى، وآخرها أن يتناول الفرد طعامه ممّا يليه.[٥]
المقالات المتعلقة بالاتيكيت على مائدة الطعام