طريق الجنّة ذكر الّنبي عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الشّريف أنّ الجنّة حُفّت بالمكاره، وأنّ النّار حُفّت بالشّهوات، وفي هذا الحديث الشّريف خير دلالةٍ وإشارة إلى أنّ الطّريق إلى الجنّة ليست معبّدة بالزّهور والرّياحين، وليست خالية من العقبات والتّحديّات، فأعمال الإنسان في الدّنيا تحدّد مصير الإنسان في الآخرة، وهي دار بلاء وامتحان يختبر فيها الله سبحانه وتعالى عباده، وبالتّالي على المسلم أن يحسن اجتياز هذا الامتحان، وينجح فيه حتّى ينال رضوان الله سبحانه وتعالى والجنّة، وإنّ هذه الجائزة الرّبانيّة لا تُنال إلا بأفعالٍ صالحةٍ كثيرة.
الأعمال الموصلة إليها - الاستقامة على أمر الله تعالى: فالمسلم الذي يسعى للظّفر بالجنّة ينبغي عليه أن يحرص على الالتزام بمنهج الله تعالى، من حيث تطبيق أوامره سبحانه واجتناب نواهيه، وفي الحديث الشّريف عن الرّجل الذي جاء النّبي عليه الصّلاة والسّلام وهو يقول أصبحت مؤمنًا حقًّا، فقال له النّبي الكريم إن لكلّ شيءٍ حقيقة فما هي حقيقة إيمانك، قال أصبحت أنظر إلى أهل الجنّة وهم يتنعّمون بها، وأنظر إلى أهل النّار وهم يعذّبون فيها، فأظمأت نهاري وقمت ليلي، وعندما سمع منه النّبي ذلك قال له: عرفتَ فالزم، فالمؤمن يدرك أنّ طريق الجنّة تحتاج إلى تشمير السّاعد، والنّصب والتّعب لنيل مرضاة الله سبحانه.
- حفظ اللّسان: وما أدراك ما آفات اللّسان الكثيرة التي تودي بالعباد، وتهوي بهم أحيانًا في جهنّم، من حيث لا يدرون، أو يحتسبون؟ وفي الحديث الشّريف ( وهل يكبّ النّاس على مناخرهم يوم القيامة إلى حصائد ألسنتهم )، فحفظ اللسان من أكثر الأمور التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، ويراعيها في حياته، وتشتمل على حفظ اللّسان من الغيبة والنّميمة، والكذب، والتّكلم في أعراض النّاس، وقذفهم بالبهتان والإفك، كما يشتمل حفظ اللسان على ترك التلاعن، والسّباب، والفحش في القول، والتّدخل في أمور النّاس، وإفشاء أسرارهم، وفي الحديث: من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه، أضمن له الجنة.
- بذل النّفس والمال رخيصةً في سبيل الله: فمن خير معاش المؤمنين كما ذكر النّبي الكريم حال رجلٍ يمتطي فرسًا، كلّما سمع فزعةً أو هيعةً طار إليها، يبتغي القتل والشّهادة في سبيل الله مظانّة، أي في المواطن التي تحصل له فيها الشّهادة، كما أنّ بذل المال في تجهيز الجيوش، وإعداد المقاتلين الذين يذودون عن حياض المسلمين هي من جملة الأمور التي تضع المسلم على الطّريق الصّحيح الموصل للجنّة.
- المعاملة الحسنة، فالأخلاق الطيبّة الكريمة، وحسن العِشرة، والتآلف مع النّاس من الأمور التي تُدخل العبد الجنّة.