يعيش الإنسان في هذه الحياة الدّنيا وهو يأمل أن يشمله الله سبحانه وتعالى برعايته وحفظه، ويدفع عنه شرور الدّنيا وأذى الخلق ووساوس الشّيطان، ولا شكّ بأنّ هذا الحفظ الرّباني للعباد لا يكون إلاّ بأخذ العبد بالأسباب التي تؤدّي إلى ذلك، فما هي أسباب حفظ الله للعبد؟
أسباب حفظ الله للعبد - أن يحفظ العبد ربّه في قوله وعمله وسائر تصرّفاته في الحياة ومعاملاته مع النّاس، فالنّبي عليه الصّلاة والسّلام علّم عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه كلماتٍ في غاية الرّوعة تتعلّق بكيفيّة حفظ الله تعالى للإنسان حينما قال له (يا غلام احفظ الله يحفظك )، وإنّ حفظ الله يكون من خلال عدّة أمور؛ فالعبد يحفظ الله تعالى عندما يراعي الحلال والحرام في أفعاله وأقواله فيسعى لعمل كلّ ما يرضي الله تعالى، ويبتعد عن كلّ شيءٍ نهى الله عنه، كما يكون حفظ الله من خلال استشعار رقابته سبحانه في السّرّ والعلن، كما أنّ من مظاهر حفظ العبد لربّه أن يسأله وحده ويستعين به وحدة محقّقًا معاني التّوحيد الخالصة لله فلا شركٌ ظاهرٌ أو خفي .
- أن يسعى العبد إلى ربّه بأداء النّوافل من الطّاعات والعبادات؛ فالعبد الذي يسعى إلى نيل رضا الله تعالى وتحقيق أسباب حفظه تراه يحرص على أداء المزيد من العبادات والنّوافل حتّى يكون أقرب إلى الله تعالى، وكلّما اقترب العبد من ربّه عزّ وجلّ حقّق أسباب الحفظ الربّاني.
- أن يحرص العبد المسلم على الأدعية والأذكار الواردة في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المطهّرة، فالذّكر بلا شكّ حصنٌ حصين وحرزٌ مكين لا يدرك أهميّته إلاّ ذوي البصائر، فالذّكر والدّعاء يحفظ المسلم في حياته وفي جميع أحواله، ومن هذه الأذكار ما يقال في الصّباح أو المساء، ومنها ما يقال في السّفر والتّرحال، ومنها ما يذكر في حالة الخوف و الرجاء أو الحمد والشّكر .
- أن يوقن العبد بالله تعالى يقينًا يملأ قلبه، فالعبد الذي تكون عقيدته بالله تعالى ضعيفة مهزوزة لا يحسن الظنّ بالله، وتراه لا يدرك معاني الحفظ الرّبّاني لعباده المتّقين، بينما يكون اليقين بالله تعالى وحسن الظنّ به سببًا من أهمّ الأسباب التي تؤدّي إلى تحقيق مراد العباد وحفظ الله لهم على كلّ حال .
- أن يحرص الإنسان على شكر الله تعالى دائمًا على منه وفضله وكرمه، فحفظ الله تعالى لعباده بلا شكّ هو من فضله وكرمه عليهم، ومن يحمد الله على ذلك يدوم حفظ الله تعالى له فبالشّكر تدوم النّعم .