أداء العمرة عن الميت
العمرة عبادة لله تعالى، يتعبّد بها المسلم بالطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير، اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والعمرة جائزة في أي وقت من أوقات العام، وتأديتها في أشهر الحج أفضل أوقات العام، والنبي صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع مرات، وكانت جميعها في أشهر الحج وهي: (عمرة القضاء، وعمرة الحديبية، وعمرته مع حجته صلى الله عليه وسلم، وعمرة الجعرانة) وفي هذا المقال سنتحدث عن العمرة التي يؤديها المسلم عن ميت، فلا يوجد اختلاف بينها وبين العمرة العادية إلا بالنيّة.
كيفيّة أداء العمرة عن الميت
- أن يكون المسلم المعتمر الذي يريد أن يعتمر عن المتوفي قد اعتمر عن نفسه من قبل.
- عند وصول المسلم الذي يريد العمرة إلى الميقات يُستحب له أن يغتسل ويتنظّف، وهكذا تفعل المرأة ولو كانت حائضاً، إلا أنّها لا تطوف بالبيت حتى تطهر وتغتسل، ويتطيّب الرجال في أبدانهم من دون ملابس الإحرام.
- يتجرّد الرجال من جميع الملابس المخيطة، ويلبسوا إزاراً ورداءً يُستحب أن يكونا أبيضين، أما النساء فتحرم في ملابسها العاديّة الخالية من الزينة والشهرة.
- ينوي المعتمر الدخول في النسك بقلبه، ويتلفّظ بلسانه قائلاً: لبّيك اللهم عمرة عن فلان (أخي، أو أبي، أو صديقي)، وإن خاف المعتمر المحرم ألا يتمكن من أداء نسك العمرة، يجوز له أن يشترط عند إحرامه فيقول: (فإن حبسني حابس فمحلّي حيث حبستني) ثم يبدأ المعتمر بالتلبية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي: (لبّيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) ويستمر في التلبية حتى يصل إلى البيت الحرام (الكعبة المشرّفة).
- عند الوصول إلى البيت يقطع المعتمر التلبية، ويقصد الحجر الأسود ويستقبله، ثم يستلمه بيمينه ويقبله إن تيسّر ذلك، من غير أن يؤذي الناس ويزاحم، ويقول عند استلامه: (بسم الله والله أكبر) ويشترط في الطواف الطهارة؛ لأنّ الطواف مثل الصلاة سوى أنه مسموح فيه الكلام.
- يجعل المعتمر البيت عن يساره ويطوف به سبعة أشواط، وعند محاذاته للركن اليماني يستلمه بيمينه إن تيسّر ويقول: (بسم الله والله أكبر) ولا يقبّله.
- من المستحب الرَّمل، وهو أن يسرع المعتمر في المشي مع تقارب الخطى في الأشواط الثلاثة الأولى، ويُستحب للرجل أن يضطبع في طواف القدوم (أن يجعل وسط ردائه تحت منكبه الأيمن، وطرفيه على عاتقه الأيسر) وهذا فعل خاص بالرجال.
- لا يوجد دعاء مخصص عند الطواف، ولكن يقول بين الركنين في كل شوط: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
- عند الانتهاء من الطواف يغطّي المعتمر كتفه الأيمن، ويتقدّم إلى مقام إبراهيم عليه السلام، ومن السنة أن يصلي ركعتين خفيفتين خلف المقام إن تيسّر، وإن لم يتيسّر يصلي في أي مكان من الحرم.
- يخرج المعتمر بعد الصلاة إلى الصفا، ويقرأ عند الإقتراب منه مرة واحدة فقط: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) وعند استقباله القبلة يكبر ثلاثاً ويرفع يديه ذاكراً داعياً الله قائلا: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده).
- ثم ينزل المعتمر من الصفا متجهاً إلى المروة يذكر الله ويدهوه بتذلل، ويمشي حتى يحاذي العلم الأخضر (يسرع الرجال فقط بين العلمين).
- عند الانتهاء من السعي يتحلل المعتمر، ويحلق الرجل رأسه أو يقصر، والمرأة تقصر من طرف شعرها قدر أُنملة.
- وبهذه الأمور يكون المعتمر أتم العمرة، ويحل له كل شيء حُرّم عليه وهو محرم من لباس وطيب ونكاح وغير ذلك.