دراسة عالم الحيوانات جميلة وممتعة، وتتفرّع علوم دراسة الحيونات إلى كثير من الأنواع من بينها علم الحشرات، وهو واسع ومتشعب يدرس المتخصّصون فيه: الجراد، والسوس، والعناكب، والحريش، وهناك ما يقارب المليون ونصف من الحشرات المعروفة، وعددها الحقيقي عشرة ملايين حشرة، وهي تنافس الإنسان في الطعام والنسيج، فحشرة الجراد مثلاً تسبّب خسارات فادحة سنوياً في القطاع الزراعي.
تنتشر الحشرات في جميع بقاع الأرض، إلا أنّ بعضها يفضّل الحرارة، ويفضّل البعض الآخر البرد والرطوبة، وبعضها يتكاثر في الأحواض والمياه، وبناءً على ذلك تنتشر وتتوسّع وتتكاثر، فمثلا تنتشر الصراصير في المطابخ؛ لأنّها تفضل الماء والرطوبة، وكذلك البقّ فهو يتواجد في أسرّة النوم.
قبض أرواح الحشراتنواجه في حياتنا الكثير من الحشرات فبعضها يسبّب الأمراض وخاصّة الجليديّة منها، والبعض الآخر لدغته سامّة، والكثير منها يعدّ مصدر إزعاج لنا في حياتنا اليوميّة، ولذلك حاول الإنسان أن يتخلّص منها بشتى الطرق، فهناك طرق بيتيّة مثل وضع بعض المواد الطبيعيّة للتخلّص منها مثل استخدام الفلفل الأسود للتخلّص من النمل، واستخدام الأكياس المعبأة بالمياه للتخلّص من الذباب، وهناك بعض الطرق الكيميائيّة مثل استخدام المبيدات الحشرية للتخلّص منها على الفور، وبعض هذه الحشرات تكون صغيرة يستطيع الإنسان أن يتخلّص منها بأن يدوس عليها، وربما يتساءل بعد أن يدوس عليها أهل قتلها حلال أم حرام، ويتبادر إلى ذهنه ما إذا كانت بروح أو لا، والإسلام أعطانا الحكم الشرعي في قتلها والكيفيّة أيضاً، وفي عدم جواز قتلها.
أخبرنا سبحانه أنّ ملك الموت يقبض أرواح بني آدم ، فقال: (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) [السجدة:11]، أما أرواح البهائم والطير ومنها الحشرات، فلم يرد فيها نص من الكتاب أو السنة الصحيحة، وقال بعض العلماء: إنّ ملك الموت هو الذي يقبض أرواح الجميع، وقال بعضهم: إنّ الله يتوفّاها بنفسه، فيعدم حياتها.
مصير أرواح هذه الحيوانات يتضح في قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام:38]، قال: يحشر الخلق كلهم يوم القيامة؛ البهائم، والدواب، والطير، وكلّ شيء، ثم يقول: كوني تراباً، فلذلك يقول الكافر: (يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا)[النبأ: 40].
حكم قتل الحشراتيختلف حكم قتل الحشرات بعضها عن بعض، فإذا كانت ضارّة فيجوز قتلها، ولكن بغير استخدام النار؛ لأنّ الله وحده من يحرق بالنار: لقوله صلى الله عليه وسلّم: (خمسٌ فواسقٌ يُقتلْنَ في الحرمِ: الفارةُ، والعقربُ، والغرابُ، والحُدَيَّا، والكلبُ العقورُ) وأمّا ما لا يضرّ ولا يؤذي منها فقتله ممنوع لغير الحاجة.
المقالات المتعلقة بهل للحشرات روح