يُعتبر الصراع بين الحق والباطل من الصراعات الموجودة منذ وجود الإنسان على سطح الأرض، فالإنسان يولَد مسلماً على الفطرة ويبحث عن الحق باستمرار، إلّا أنَّ البيئة المحيطة بالفرد هي التي تغرس في داخِلِه الباطل بمساعدة الشيطان الذي يجد له المداخل المتعددة ليتغلل بالنفس البشرية ويزيحها عن طريق الحق إلى طريق الباطل.
في بعض الأحيان ينتصر الحق ويعلو، وأحياناً يعلو الباطل ويطغى على الحق، والتاريخ أكبرُ شاهدٍ على كل الصراعات التي تحصل بين الحق والباطل على مر العصور والأزمنة، ويعتبر الدين الإسلامي وصراعه مع الكفر من أنواع الصراعات التي سطّر التاريخ الكثير من التضحيات في سبيل انتصاره.
أول شهيد في الإسلامعانى المسلمون كثيراً في بداية الدعوة الإسلامية وتعرّضوا للكثير من الأذى من المشركين لمحاولة ردّهم عن الدين إلى الكفر، وقد بدأت الدعوة الإسلامية سراً لمدة ثلاث سنوات. هناك العديد من الصحابة السبّاقين في إشهار إسلامهم واتّباع سنة سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم، ونذكر منهم: عائلة عمار بن ياسر، وبعد جهر النبي بالدعوة بدأت قريش تتبِّع صنوف العذاب مع المسلمين، وقد استشهد الكثيرون أثناء هذا العذاب، وكان أوّل من استشهد في الإسلام امرأةً أثبتت صِدق إيمانها وهي سمية بنت الخياط أم عمار بن ياسر.
سمية بنت الخياطاستطاعت سمية أن تُعطي نموذجاً رائعاً للمرأة المسلمة التي تقف في وجه الظلم وتأبه تحت أشدّ أنواع العذاب أن تستسلم وترتد عن الدين الإسلامي، وقد توارثت الأجيال بطولتها وتضحيتها على مرّ العصور.
كانت سميّة أمَةً عند أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وكان ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس العنسي عربياً قحطانياً، أتى مكة المكرمة هو وأخوه للمطالبة بأخيهم عبد الله، وتزوج ياسر من سمية في ذلك الوقت وبقي في مكة المكرمة، وأنجب منها عماراً، وعندما بعث الله تعالى سيدنا محمداً كانت عائلة ياسر من السبعة الأوائل الذين أسلموا، وأشهروا إسلامهم أمام قريشٍ وقت الجهر بالدعوة.
استشهدت سميّة بنت الخياط رضي الله عنها بعد أن طعنها أبو جهلٍ بالحربة في موطن عفتها، وذلك لأنها من الذين رفضوا الارتداد عن الدعوة رغم العذاب الشديد الذي تلقوه منه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلّم يصبِّرهم ويعدهم بالجنة؛ حيث إنَّ الذين أسلموا تعرّضوا للكثير من أصناف العذاب من قبل قريش، كعائلة عمار بن ياسر، وبلال بن رباح.
المقالات المتعلقة بمن أول شهيد في الإسلام