ورد في الكتب، وخاصّة القديمة منها، بأنّ ( قابيل ) هو قاتل لربع سكّان العالم؛ حيث لم يكن في البداية على وجه الأرض من بشر إلاّ سيّدنا آدم وحوّاء، وولديهما قابيل وهابيل؛ حيث قام قابيل بقتل أخيه هابيل، وبذلك يكون قد قتل من سكّان الأرض الّذين لا يتجاوز عددهم الأربعة ربعهم.
وقد كتبت في بعض المصادر الأخرى أنّ لسيّدنا آدم إضافة إلى ولديه قابيل وهابيل، ابنتان أيضاً، ولم تتمّ حتّى الآن المعرفة الدقيقة لهذه الرواية، ولكن إنّ صحّت في دقّتها، فإنه بذلك سيكون قاتلاً ليس لربع سكّان الأرض، وإنّما لسدسهم.
وقد ذكرت الرواية بأنّ حواء قد أنجبت بكرها توأماً، ذكراً وأنثى، وكان هذا التوأم هو قابيل وشقيقته لتحمل مرّة أخرى وتنجب توأماً آخر، ويكون أيضاً ذكراً وأنثى، وكان هذا التوأم هو هابيل وشقيقته، وعندمّا شبّ الأبناء وأصبحوا في سنّ الزّواج جاء وحيٌ من الله عزّ وجلّ بأن يتزوّج قابيل من أخته التوأم لهابيل، وبأن يتزوّج هابيل من أخته التوأم لقابيل .
إنّ هذا الوحي لم يعجب قابيل، حيث إنّه كان ينوي الزواج بتوأمه هو لا من توأم أخيه، وعندما أخبر آدم عليه السلام بذلك نهاه عن فكرته وقال له بأنّ ذلك هو وحيٌ من الله لا يجب رفضه، فاتّهم قابيل أباه بأنّه يزوّجه حسب هواه، فما كان من سيّدنا آدم إلاّ أن اقترح على ولديه بأنّ يقوما بتقديم قربانٍ أو صدقةٍ لله، ومن قُبِل قربانه أو صدقته، فإنّه من سيتزوّج من توأم هابيل .
قدّم كلّ من الأخوين الصدقة لله، ولكن الله قَبِل من هابيل صدقته، ولم يقبلها من قابيل؛ حيث إنّ الله قد علم الشرّ الّذي في نفس قابيل، فكان قابيل في تلك الأثناء في أرضه يعمل، وعندما علم برفضه الله لصدقته، قال لهابيل ( لأقتلنّك )، فما كان من هابيل -وهو الذي كان في تلك الأثناء يعمل في الرّعي- إلاّ أن ردّ على أخيه ( إنّ الله يقبل من المتّقين )، ولأنّ هابيل كان ممتلئاً قلبه بمحبّة الله والخوف منه، ظلّ يقول لأخيه قابيل بأنّه طالما مدّ يده نحوه ليقتله لن يردّ عليه بالمثل، وذلك خوفاً من عقاب الله، ولكن تخبرنا الكتب بأنّ قابيل لم يهتمّ لحديث أخيه، وإنّما قام بانتزاع روحه من جسده، لتتمّ بهذه الحادثة الجريمة الأولى التي وقعت على هذه الأرض، ولتكون أوّل حادثة قتل في التاريخ.
المقالات المتعلقة بمن هو قاتل ربع العالم