" أعوذ بالله من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " ، الدعاء الذي ورد به قهر الرجال ، ويعني تسلطهم وشدتهم بغير وجه حق ، وأيضاً يستعيذ به الداعي من أن يوضع في موقع الظالم أو المظلوم ، حتى لا يكون قاهراً أو مقهورا ، وأيضاً كأن قهر الرجال نتيجة الجاه المفرط التي تغير النفس البشرية فتميل إلى الظلم والإستعباد ، والداعي يستعيذ به من الذل المهين المهلك ، وفي مواقع أخرى جاء على النحو التالي ( غلبة العدو ) ، إشارةً إلى الإستعاذة من تمكن العدو منا ، لما يحيط من تحكمه من تبعيات أهمها القهر والظلم ...الخ .
تدعو المرأة هذا الدعاء شأنها شأن الرجل في هذا الأمر لتحفظ به نفسها وتستعيذ من كل شر قد يحيط بها ، وخاصة من القهر ، سائلةً الله بأن يحفظها من كل شرٍ ومكروه ، وأن يهديها إلى سبل الخير باستمرار، وعند شعور الرجل بالقهر والغلبة وتسلط الرجال عليه بظلمهم سواء بحق أو بغير حق ، يتسبب له بالحزن والكمد والقهر في أعماق نفسه ، عدا عن شعوره بالذل ، و ( قهر الرجال ) أي شدة تسلطهم و ظلمهم الموجه للشخص ، والرجال تعود على الظلمة ، أو ( الدائنون ) ، وكان على الدوام الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ من قهر الرجال أو غلبتهم ، لما يتركه هذا الأمر من ضعفٍ ووهنٍ في النفس .
على الإنسان بأن لا يقتصر على الدعاء ، خوفاً على نفسه من قهر الرجال ومن ما جاء به الدعاء إلى آخره ، عليه أيضا العمل على أن لا يتعرض لهذا القهر ، عليه في المقابل العمل على أن يردع هذا الأمر عن نفسه ، وغالباً ما يأتي هذا القهر كأحد تبعيات الدين ، لذا عليه العمل جاهداً على سداد ما استحق عليه من دين ، وأن يضع هذا الأمر في سلّم أولوياته ، لتجنب المطالبة بأي شكل ، ويدعوا الله بأن يعينه على سداد ما عليه بتوفير سبل الرزق له ، ولن تتوفر تلك السبل إن لم يسعى جاهداً في البحث عنها ، لأن الله يحب الإنسان الجاد المجتهد في عمله ، بحيث تتيسر له دروب الرزق التي يسعى اليها متوكلاُ على الله في هذا الأمر .
ومن هنا ، علينا دوما بأن نتوقع بأن تواجهنا الصعاب والمحن في كل الأمور ، لذا علينا تدريب أنفسنا على مواجهة تلك الأمور ، ودوماً لنجعل توكلنا على الله ، والإستعاذة من ما قد يمكن بأن نتعرض له من شرٍ أو أذى خلال سعينا ، ونتجنب القهر الذي يمكن بأن يلحق بنا من جراء جلوسنا وشعورنا بالعجز وكأنه لا حول لنا ولا قوة إلا ترديد الدعاء دون العمل .
المقالات المتعلقة بما المقصود بقهر الرجال