كيف تكون مخلصاً لله تعالى

الإخلاص من أهمّ أعمال القلوب التي يجب على المؤمن أن يعلم مدى أهميتها ويحرص على تطبيقها، وإلا فسيذهب عمله هباءً منثوراً. وبما أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا أنّ الأعمالَ بالنيّات، فلا بدّ أنّ لكل عملٍ صالحٍ من نيّة خالصةٍ لله، بعيدةٍ عن الرياء، وطلب السمعة، ومدح الناس وثنائهم، فبالإخلاص يقبل الله العمل الصالح ويكون الأجر عليه عظيماً مهما كان صغيراً، ودون الإخلاص يحبط العمل حتى لو كان عملاً عظيماً. لذلك سنتعرّف في هذه المقالة على معنى الإخلاص، والسبيل التي يمكن اتّباعها ليكون المؤمن مخلصاً في أعماله لله عزّ وجل كي يكسب رضاه.

الإخلاص في اللغة يعني الصفاء، وخلوّ الشيء من الشوائب التي تخالطه، فعندما نقول: إنّ هذا الشيء خالصٌ لك، نعني أنّه لك وحدك ولا يشاركك أحدٌ فيه. أمّا شرعاً فقد عرّفه العزّ بن عبد السلام بقوله: الإخلاص أن يفعل المكلَّف الطاعة خالصةً لله وحده، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلبَ نفعٍ دينيٍّ، ولا دفعَ ضررٍ دنيويّ. بمعنى أنّ العبد المؤمن عندما يقوم بطاعةٍ أو عملٍ صالحٍ يجب أن تكون غايته رضا الله وحده ولا يطلب به رضا أحدٍ من الناس ولا ثناءً من أحد، وبذلك يكون مخلصاً لله في عمله ويرجو قبول عمله.

• توجّه دوماً إلى الله -عزّ وجلّ- بالدعاء أن يجعلك من عباده المخلِصين المخلَصين، ويعينك على مجاهدة نفسك للوصول إلى هذه المرتبة العظيمة.
• اطلب العلم الشرعيّ وتعرّف على عقيدتك (عقيدة أهل السنّة والجماعة) فهذا سبيلٌ عظيمٌ للعون على تحقّق الإخلاص في النفس.
• اعلم أنكّ خُلِقت في هذه الدنيا لتعبد الله الذي خلقك وتفضّل عليك بأفضاله، والعبد لا ينتظر من سيده والمنعم عليه أجراً على خدمته، إنّما هذا الأجر الذي تحصل عليه هو منّةٌ وتفضّلٌ من خالقك وسيدك.
• شاهد نعم الله وكرمه عليك، واعلم أنّ الذي أنعم عليك ووفّقك ووجدته عند محنتك هو وحده الذي يستحق أن تعمل من أجله، وغيره ليسوا إلّا مجرّد خلقٍ مثلك.
• تذكّر العقاب وغضب الله تعالى عليك إن كنت مرائياً.
• أكثر من الأعمال الصالحة التي لا يمكن للناس الاطلاع عليها، كصيام يومٍ في سبيل الله، أو صدقةٍ في السر، أو صلاةٍ في جوف الليل، أو ذكرٍ وتسبيحٍ لله في الخفاء، أو مناجاةٍ وخلوةٍ مع الله، فعندما تقوم بمثل هذه الأعمال تطمئنّ أنك قمت بها من أجل الله وحده.
• اخفِ أعمالك الصالحة ما استطعت ولا تحاول إظهارها للناس.
• تذكّر أن هذه الدنيا فانية، ومديحُ الناس سيذهب، ويبقى اطلاع الله على سرّك، فبذلك تعلو همّتك في أن تدع الناس جانباً وتتوجّه بعملك إلى العليم القدير.
• ادعُ دعاءَ كفارة الرياء الذي علّمَنا إياه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو: اللهم إنّا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه.
• صاحب الصالحين والمخلصين؛ لتقتدي بهم وتكون دوماً موصولاً بالله.