كيف أنسى همومي ومشاكلي

كيف أنسى همومي ومشاكلي

يستحوذ التّفكير بالمشاكل و الهموم على جزءٍ كبيرٍ من تفكير الإنسان ، و قد يتطوّر الحال بالإنسان أن يعيقه التّفكير بهذه المشاكل و الهموم عن التّفكير في حياته و مستقبله ، و قد تتطوّر في بعض الحالات إلى مشاكل نفسيّةٍ مثل القلق و التّوتر و الإكتئاب ، و بالتّالي تستدعي المعالجة النّفسيّة ، فما هو التّصرف الصّحيح اتجاه هموم الإنسان و مشاكله ، و كيف يتصرف الإنسان حيالها و ينساها ؟ .

يجب أن يدرك الإنسان بأنّه لا يكاد يخلو أحدٌ من همٍّ أو أكثر من هموم الحياة ، فهذه سنّة الحياة ، فعندما يهتمّ الإنسان لأمرٍ يشغل نفسه و يتوتّر لأجله يصيبه شيءٌ من الهمّ ، فالهموم و الأحزان تنتج من الصّراع بين النّفس و الحياة بكلّ تحدّياتها و عقباتها ، كما أنّ الهموم و الأحزان جزءٌ من الابتلاءات التي تصيب الإنسان و التي تكفّر عن خطاياه ، ففي الحديث ( ما أصاب المؤمن من همٍّ و لا حزنٍ حتى الشّوكة يشاكها إلا كفّرت بها عن خطاياه ) ، فعلى الإنسان أن يتعامل مع همومه و مشاكله بكلّ حنكةٍ و تبصّر ، و أن لا يجعلها تسيطر على نفسه و تحدّ من قدراته ، فالاستسلام للهموم و المشاكل عيبٌ كبيرٌ في الإنسان ، و الإنسان القويّ هو القادر على مواجهتها بكلّ قوةٍ و العمل على حلّها .

و قد فرّق العلماء بين الهمّ و الحزن و اللذان استعاذ النّبي صلّى الله عليه و سلّم منهما ، فقيل أنّ الهمّ هو لشيءٍ حاضرٍ أو مستقبلي ، و واجب المسلم حياله أن يستعيذ منه و لا يجعله يسيطر على عقله و تفكيره ، و هناك الحزن و هو الذي يكون على شيءٍ سابقٍ مضى ، و واجب المسلم حياله أن يستعيذ منه و أن ينساه ، و أن يعمل على إشغال نفسه و وقته بالعمل الصّالح النّافع ، و من بين الأعمال التي تنسي الهموم و المشاكل السّعي بين النّاس بالخير ، و كفالة الأيتام ، و تفريج الكروب ، فعندما يجد المؤمن لذة عمله ذلك فإنّه ينسيه كلّ همومه و مشاكله ، كما على الإنسان أن يتحلى بالقوّة عند مواجهته للمشاكل و أن يسعى لحلّها في بداياتها قبل أن تستفحل ، و أنّ يكون شعاره في ذلك ، استعن بالله و لا تعجز .

المقالات المتعلقة بكيف أنسى همومي ومشاكلي