ظَهَرت العديد من الأنظمة الاقتصاديّة والسياسية في العالم عبر العصور المختلفة نتيجة ظروفٍ اجتماعيةٍ وسياسيةٍ متعددةٍ، منها النظام الرأسمالي، والنظام الاشتراكي، والنظام الفيودالي، وقد امتازت كلٌّ من هذه الأنظمة بالعديد من الخصائص التي تُقسّم إلى سلبيةٍ وإيجابيةٍ. اهتمّ االباحثون بدراسة هذه الأنظمة التي ظهرت بين الحين والآخر، ومنها ظاهرة الفيودالية أو النظام الفيودالي أو الإقطاعي، وقد واجه الباحثون مصاعب شديدة للتفريق بين مصطلح الفيودالية والإقطاعية، ووضع تعريفٍ واضحٍ لكلٍّ منهما، فما هو النظام الفيودالي؟
تعريف النظام الفيوداليالنّظام الفيودالي أو النظام الوسيط هو عبارة عن نظامٍ اقتصاديّ واجتماعيّ وسياسي، يُلغي مفهوم الدولة والمواطنة ويركّز على إعطاء السيادة للإقطاعيين والأغنياء من خلال مجموعةٍ من العادات والتقاليد والأعراف وأساليب العيش، وقد ظهر هذا النظام في أوروبا خلال العصور الوُسطى بشكلٍ واضحٍ بسبب ضعف الإمبراطورية الرومانية منذ أواسط القَرن الخامس الميلادي ممّا أدّى إلى زيادة قوّة الشعوب المجاورة لها فقامت بمهاجمة حدودها ثم التوغّل في المناطق الداخلية، فانتشرت الفَوضى والمجاعات والأوبئة وأدخلت عاداتٍ مختلفةً عن عادات الشعب المعروفة، وهذا كلّه أدّى إلى انهيار السلطة الملكية المركزية ولجوء السكّان للبحث عن الحماية من قِبل الأقوياء، وقد استمرّ هذا النظام إلى سقوط القسطنطينية في يد العثمانيين سنة 1435م.
كانت لظهور النظام الفيودالي في أوروبا وانتشاره في تلك الفترة آثارٌ سلبيّةٌ جداً على المجتمع الأوروبي وأدّى ذلك إلى تخلّفها وتدهور أوضاعها، ومهّد لوقوع الحروب بين المسلمين والمسيحيين ضمن إطار الحروب الصليبية.
طبقات المجتمع الفيوداليظهرت ثلاث طبقات في المجتمع الفيودالي:
المقالات المتعلقة بمفهوم النظام الفيودالي