مفهوم الحركة

مفهوم الحركة

الحركة

الحركة هي عبارة عن تغيّر موضع جسمٍ ما في الفضاء بتغيّر الزمن، والجسم المتحرّك هو الذي يقوم بتغيير موضعه عن النقطة الثابتة بتغير الوقت، أمّا الجسم الساكن هو الجسم الثابت الذي لا يتغيّر موقعه مع الوقت.

عند دراسة حركة الأجسام، فإنّ الدارس يواجه عدداً من المفاهيم الخاصّة بالحركة كالسرعة والمسافة والإزاحة والتسارع وغيرها، ومن هنا فإنّ لمفهوم الحركة نفسه عددٌ من المصطلحات والرموز المختلفة والمستخدمة في المعادلات الخاصّة بالحركة، ومن هنا ينبغي على الباحث تحديد الرمز والمفهوم المُستخدم للدلالة عليه، إضافةً للوحدة التي تمّ استخدامها في القياس بشكلٍ واضح ودقيق.

مفهوم الحركة

مفهوم الحركة هو عبارة عن نظام تعلّم وتعليم حديث، ولهذا النظام جذورٌ تقليديّة تضفي عليه حركةً خارجيّة وداخليّة بالمعنى الأوسع والأشمل لها.

يستمدّ مفهوم الحركة مبادئه الأساسيّة من طرق وأساليب الرقص والمسرح من الغرب والشرق (طريقة ستانيسلافسكي)، إضافةً للفنون القتاليّة في طرق الدفاع عن النفس (كالكابويرا والنينبو)، وتقاليد الصوفيّة القديمة الروحيّة التي تمّ تحويلها لأعمال جسديّة. يهدف مفهوم الحركة إلى الاستفادة بشكلٍ كامل من جميع القدرات الكامنة بالشخص، إضافةً للاستخدام الشامل للقدرات الجسديّة المختلفة في التعبيرات والحركات، واستخدامها في العمل المسرحي، وفي الوقت ذاته زيادة وعي الناس بها.

مفهوم الحركة عند أرسطو

استأثر مفهوم الحركة والطبيعة على فيزياء أرسطو، من منطلق أنّ الوجود الطبيعي هو المتعلّق بالمادة، وكل مادي هو متحرّك، ومن هنا فقد اهتمّ أرسطو بكيفيّة ومبادئ الحركة عند الكائنات الطبيعيّة المختلفة عن الكائنات المصطنعة لامتلاكها مبادئ حركةٍ ذاتيّة، ولكي يتمكّن من شرح إمكانيّة الحركة كان من الضروري بالنسبة له الرجوع لمبادئ وعناصر الكائن، فقد اعتبر أنّ الكائن يتألّف من عناصر أساسيّة تعمل على تشكيل مبادئه. يرى أرسطو في محاولة تعليل الأجسام الطبيعيّة أنّ هذه الأجسام مركبة من مبدأين هما:

  • (هيولي)، وهي المادة الأولى وغير معينة من الأصل، وبها تشترك جميع الأجسام على اعتبار كونها أجساماً.
  • صورة، وهي مبدأ يقوم بتعيين الهيولي، إضافةً إلى إكسابها ماهيّةً خاصّة، وجعلها شيئاً واحداً.

ويمكن تشبيه الهيولي بالخشب قبل صناعة أيّ شيءٍ منه، أما الصورة فهي الشكل الذي يتمّ إعطاؤه للخشب ليتحوّل إلى تمثال أو آلة ما. في حال كان الكائن عرضةً للتغيير تبقى مادته ثابتة، والتغيير يطرأ على الصورة؛ فالإنسان هو المادة يبقى أبداً إنساناً، سواء كان موسيقيّاً في صورته أو غير موسيقيّ، إن كان الكائن يتكوّن من صورةٍ متغيّرة ومادةٍ ثابتة، وهذه الصورة متغيرة من طرفٍ لآخر مضاد له ذلك يجعل الكائن قابلاً للحركة، لكنّ مفهوم التغيير سيطرح عدداً من الصعوبات، ومنها تحول الكائنات إلى ألفاظ كالظهور أو الاختفاء، كظهور شيء لم يكن موجوداً أو العكس، لكن هذا التحليل لا يصمد بشكلٍ طويل أمام المنطق؛ بحيث إنّه يصعب على الإنسان تصوّر انتقال شيء ما من الوجود إلى اللاوجود أو العكس، وقد تمّ طرح هذه المشكلة بنفس الحدّة في الأديان التي تتحدث على أنّ العالم قد خلق من اللاشيء من قبل الإله.

في هذه الحالة فإن أرسطو قد أضاف حلّاً لهذه المعضلة عن طريق إدراج مفهومٍ جديد، ويعتبره كحلٍ وسط بين الوجود واللاوجود، وهو أنّ الانتقال لا يكون من اللاوجود إلى الوجود، لكنّ هذا الانتقال يكون من القوّة إلى الفعل، وبالتالي فإنّه يكون من وجود إلى وجودٍ آخر.

المقالات المتعلقة بمفهوم الحركة