مفهوم تعليمية المادة

مفهوم تعليمية المادة

التعليميّة

هو علمٌ جديد ومُتشعّب يحتاج إلى العديد من الكُتب المتخصّصة لتنظيمه وتقنينه بهدف الانتقال من الجانب النظري إلى الناحية العمليّة في تطبيقه، وذلك عن طريق التطبيق والممارسة الميدانيّة، ليتحوّل بعدها إلى مهارات وقدرات في سلوك المعلّم والطالب على حدٍّ سواء.

مفهوم التعليميّة

اشتقّ مفهوم التعليميّة من الكلمة (ديداكتيك Didactique) التي تعني تعلّم أو علم، والتي اشتقّت بدورها من المصطلح اليوناني (ديداكتيتوس Didactitos)، والتي كانت تُطلق على نوعٍ من الشعر يتناول مع الشرح معارف تقنيّة أو علميّة، وهو يشابه إلى حدٍ ما الشعر التعليمي الذي تمّ تنظيمه بهدف تيسير العلوم في بلادنا، ليسهل على الطلاب استيعابها واستظهارها والاستشهاد بها لاحقاً عندما تقتضي الضرورة لذلك.

ارتبط مصطلح (تعليميّة) في البلاد العربيّة في البيداغوجيا ومجال التربيةـ إضافةً لارتباطه بالوسائل المدعمة للعلم والتعليم، لكنّ مفهوم تعليميّة تطوّر في الوقت الحالي وتغيّر، فلم يعد يشير إلى الفنيّة والنظم، بل تجاوز هذا الأمر ليتحوّل إلى علم من علوم التربية الذي يستند إلى العديد من الأسس والقواعد.

تعاريف تعليميّة المادة

عرّف سميث آب التعليميّة على أنها أحد فروع التربية، وينحصر موضوعها في خلاصة العلاقات والمكوّنات بين الوضعيّات التربويّة، إضافةً لوسائطها وموضوعاتها ووسائلها ضمن إطار وضعيّةٍ بيداغوجيّة، وبمعنى آخر فإنّ موضوع التعليميّة يتعلّق بالتخطيط للوضعيّة البيداغوجيّة، وكيفيّة مراقبتها والعمل على تعديلها عند الضرورة، أمّا ميلاري فقد عرّف التعليميّة على أنها مجموعةٌ من الأساليب والطرق والتقنيات التعليميّة.

بروسو قال إنّ الموضوع الأساسي للتعليميّة هو دراسة كافة الشروط اللازم توافرها في المشكلات أو الوضعيّات المقترحة للطالب، بهدف السماح له بإظهار الكيفيّة التي يشغل بها رأيه وتصوراته المثاليّة أو رفضها، وأضاف بروسو بأنّ التعليميّة هي الدراسة العلميّة للقيام بتنظيم وضعيّات التعلّم التي يندرج الطالب فيها لبلوغ غاياتٍ معرفيّةٍ عقليّة أو وجدانيّة أو نفسيّةٍ أو حركيّة.

من خلال هذه التعريفات لتعليميّة المادة يتوضّح لنا أنّ التعليميّة هي نِظامٌ من الأحكام المُتشابكة والمتداخلة والمتفاعلة، والمرتبطة بالظواهر الخاصة بالعمليّة التعليميّة، والتي من شأنها التّخطيط للأهداف التربويّة وكافة محتوياتها وتطبيقاتها التعليميّة ومواقيتها، إضافةً لدراسة الوسائل التي تُسهم في تحقيق الأهداف، والطرق المناسبة لها، والوسائل التي تعمل على مراقبتها وإضافة التعديلات لها.

كما هو معروفٌ بأنّ العمليّات التعليميّة تتسم بدرجةٍ عالية من التعقيد لارتباطها بالنفس البشريّة الخاضعة للعديد من التأثيرات، سواء كانت وراثيّة أو اجتماعيّة أو فكريّة، ولهذا كان من واجب المعلّم وضع مخططٍ عملي للنشاط التربوي الذي ينوي سلوكه والمضي فيه، وكان لا بدّ له من مراعاة الأقطاب الثلاثة – الوراثة والمجتمع والفكر – المشكّلة للفعل التربوي أثناء وضعه للخطط.

المقالات المتعلقة بمفهوم تعليمية المادة