مفهوم العولمة إنّ العولمة أو الكوكبة (globalization) هي ظاهرةٌ عالميةٌ جديدةٌ ظهرت في الآونة الأخيرة نتيجةً لجُملةٍ من العوامل السياسية والاقتصادية، والعسكرية، والاجتماعية، والثقافية، وأنتجت العديد من المظاهر التي أثّرت بشكلٍ مباشرٍ وملحوظٍ على كافة الأصعدة في مختلف أنحاء العالم، بحيث تمثّل نظاماً عالمياً متداخلاً ومُعقداً، نتج عنه العديد من الأبعاد والتطورات الحياتية، أي أنّها عبارةٌ عن تطلعٍ وتوجهٍ اقتصادي سياسي تكنولوجي حضاري تربوي تذوب فيه الحدود بين الدول، وبين الشمال والجنوب، والحضارات والأمم والأفراد. كما تمثّل ذلك الاتجاه الحديث الذي شكل نقلةً نوعيةً وتحولاً جذرياً على كافة الأصعدة الحياتية في مختلفة أنحاء العالم، وكان له العديد من الوجوه، أحدها مشرقٌ والآخر مظلم.
نشأة العولمة ظهرت العولمة فور تحقيق الدول الأوروبية لانتصاراتٍ متعدّدةٍ في الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد حصولها على دعمٍ لا متناهٍ من الولايات المتحدة الأمريكية، مكنها هذا الدعم إلى جانب العوامل الأخرى من الانتصار بشكلٍ كاملٍ على دول المحور التي كانت تقف ضدّها في الحرب، بحيث وجدت أمريكا الفرصة للتدخل الاقتصادي والتكنولوجي إلى جانب دول الحلفاء، وحاربت على غير أرضها لتحقيق هذا الانتصار، الذي هدفت منه إلى تحقيق سيطرةٍ وهيمنةٍ على العالم، ومن هنا انعكست هذه الانتصارات على كافة المجالات الحياتية في العالم.
مظاهر العولمة - ظهور العولمة الثقافية التي أثرت على كافة أنماط التفكير في العالم، حيث أظهرت أنماطاً جديدةً وعصريةً ومتطورةً تحترم الإنسان، وتمنحه حقوقه، وركزت في ذلك على حقوق المرأة والطفل.
- التداخل الثقافي، وذلك بانتشار الثقافات الخاصة بالبلدان في بلدانٍ أخرى، وفتح المطاعم العالمية، والأسواق التجارية التي تعجّ بمنتجات الدول الأخرى.
- محاولة سيطرة الدول الكبرى على الدول الصغرى واستنزاف خيراتها.
- تشابك وتداخل العوامل الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية تشابكاً هائلاً.
- ظهور مجموعةٍ من القوى الاقتصادية الضاغطة، مثل: اتساع الأسواق، واشتداد حدّة وشراسة المنافسة بين المنظمات العالمية والإقليمية والمحلية، وزيادةٍ في التبادل التجاري بين الأمم والشعوب، وانتشار الأسواق المالية.
- تغييرات علميةٍ وتكنولوجيةٍ سريعة، نتج عنها ظهور الاختراعات التقنية الحديثة وثورة المواصلات والاتصالات، وانتشار استخدام الكمبيوتر الذي ساهم في اختصار الوقت والجهد والمال، فضلاً عن انفتاح الحدود والاتصال بين الدول والأمم والشعوب.
- دفعت إلى تغيّرات اجتماعية وديموغرافية كاتساع التحضر، وظهور المدن الكبرى، وانتشار التعليم والمعرفة في المدارس والجامعات، وتحسن الخدمات الطبية والصحية، وظهور وتنامي المؤسسات المختلفة التي تعتني بكلّ مظاهر التغيرات الاقتصادية، والتكنولوجية، والاجتماعية، والثقافية، والعلمية.
- وأخيراً إنّ بيئة العولمة مشحونة بالنزاعات والصراعات، كما أنّ التنافس الاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي، والحضاري على أشده.