تعتبرُ مصر بلداً زاخراً بالحضارة الإنسانيّة، حيثُ كان الإنسان المصريّ القديم مُبدعاً، وقدّم أعمالاً عظيمةً جعلتْ الحضارة في مصر سابقةً للكثير من حضارات العالم؛ فهي حضارةٌ أبهرت العلماء بابتكاراتها وفنونها وعمارتها وفكرها.[١]
ومن الجديرِ بالذّكر أنّ مصرَ كانت أولّ دولةٍ عرفت أُسس الكتابة، واخترعت الحروف والرموز الهيروغليفية في العالم القديم، ممّا ساعدَ المصريّين القدماء على تسجيل وتدوين التّاريخ القديم الذي عاشوه وصنعوه، وبهذه السّابقة انتقلت مصرُ من حقبة عصور ما قبل التّاريخ لتصبِح أوّل دولة في العالم تملِكُ تاريخاً مكتوباً، ولأجل ذلك عُدَّت أُمّاً لكافّة الحضارات الإنسانية،[١] الأمر الذي جعلها واحدةً من أبرز الوجهات السياحيّة التي يتّجه لها السُّياح والزوّار.
أهمّ معالم مصر آثار المصريين القدماءترك المصريّون القدماء آثاراً مُبهرةً تستحقُّ المشاهدة، ومنها:
يُعتبر الجامعُ الأزهر أهمّ جوامع مصرَ وأبرزها في العالم الإسلاميّ، وهو جامعٌ وجامعَةٌ منذ ما يتجاوز 1000 عام، وقد أُنشِئ لهدفِ نشرِ المذهب الشيعيّ حينما فتح جوهر الصقليّ -أول الخلفاء الفاطميين بمصر- مصراً، لكنّه الآن باتَ يُدرّس المذهب السُّنيّ. يُعدُّ أولَ جامعٍ بُني في مدينة القاهرة وأقدم أثرٍ قائمٍ للفاطميين في مصر.[٨]
اختلفَ العُلماء والمُؤرّخون في سبب تسمية هذه الجامع وأصل التسمية، وقد رجحَ أنّه سُميّ بذلك نسبة وتيمُّناً ببنت الرّسول محمد -عليه الصّلاة والسّلام- فاطمة الزّهراء.[٨] من أبرزِ العُلماء الذين اتَّصل اسم الأزهر بأسمائهم:[٨]
يُعدُّ مسجد عمرو بن العاص الركيزة الإسلاميّة الأولى في مدينة القاهرة عاصمة مصر، ولقيمته الأثريّة ودوره التاريخيّ والحضاريّ في كافّة مناحي الحياة والمجالات سُميّ بالعديد من الأسماء وأطلقَ عليه العديد من الألقاب، منها: الجامع العتيق، ومسجد الفتح، وجامع مصر، وتاج الجوامع، وقطب سماء الجوامع.[٩]
وهو كذلك أولُّ جامعةٍ إسلاميّة سابقاً بذلك جامعات الزيتونة والقيروان والأزهر، وتلقّى فيه الطُّلاب العلوم المُختلفة، كعلوم اللغة العربية والدين الإسلاميّ، وهو الشّاهد الإسلاميّ الوحيد الذي تبقّى من فترة الفتح الإسلامي لمصر.[٩] من أشهرِ العلماء الذي تتلمذوا فيه:[٩]
شَيّد الخديوي إسماعيل قصرَ القُبّة الذي يُشتهر بقصرِ القاهرة، وقد بدأ بناؤه عام 1842م، ويعودُ اسمه لاسم المنطقةِ التي بُني فيها حيثُ تُعدُّ تسمية القصور باسم المنطقة الموجود فيها من عادة أمراءِ الأُسر العلويّة، كقصر عابدين كذلك وقصر شبر والنزهة.[١٠]
كان قصرَ القُبّة المقرَّ الخاصّ لإقامة الملك، بينما كان قصرُ عابدين مقرّ الحُكم الرسميّ، ممّا يُفسِّر قلّة حدوث الأحداث السياسيّة الهامّة في قصر القبة، وممّا يُفسِّر أيضاً إقامة أفراح الأسرة الحاكمة فيه، حيثُ لا يحتوي قصر القبّة على الكثير من القاعات الفخمة كقصر عابدين الذي يحوي القاعة البيزنطيّة وقاعة العرش، إلّا أنّه يحوي 425 غرفةً تتّصف بالجمال والفنّ والإبداع، ومن أهمّ قاعته قاعة المَصاحف المُصمّمة على الطّراز الإسلاميّ، حيثُ تحوي مَصاحف نادرةً أبرزها نسخةٌ من مصحف الصحابيّ عثمان بن عفّان -رضي الله عنه-.[١٠]
وبحسبِ المؤرّخ د.محمود الجوهريّ فإنّ قصر القبّة يحتلُّ المركز الثاني من حيث أهميّة القصور التاريخيّة في مصر، حيثُ كان حُكّام أسرة محمد علي يُفضِّلون ويروق لهم قصر القبة أكثر من قصر عابدين؛ لأنّ القبّة كان يقعُ في مكانٍ بعيدٍ عن ضجيج وصخبِ وسط القاهرة، كما أنّه كان بعيداً عن أنظار الصحفيّين والفضوليّين لإحاطته بسورٍ هائل الارتفاع، حيثُ أمرَ الملك فاروق ببناء هذا القصر عام 1942م.[١٠]
نهر النّيل العظيميُعدُّ نهر النيل ثانيَ أطولَ نهرٍ في العالم، حيثُ يبلُغ طوله 6690 كيلومتراً من منبعه في بحيرة تنجانيقا وحتّى مكان مصبّه، ويفصلُ أرضَ مصرَ من جنوبها إلى شمالها، وينفصلُ بعد ذلك ليتفرّع في فرعين هما دمياط ورشيد، ويصبّان في البحر الأبيضِ المتوسِّط.[١١] يمدُّ نهر النيل أرضَ مصرَ بالحياة والازدهار والنّماء، وقد ظهرَ هذا جليّاً فيما قاله هيرودوت المؤرخ اليونانيّ: (مصر هبة النيل)،[١١] حيثُ تعتمدُ عليه مصر في كثيرٍ من المجالات كمجال الزراعة والصِّناعة وتوليد الطّاقة.[١٢]
قناة السّويستُعدُّ مصر أوّل دولةٍ في التّاريخ قامت بشقِّ قناةٍ صناعيّة في أرضها، وقد تمّ ذلك في فترة حُكم الملك سنوسرت الثالث لأجلِ وصلِ نهر النّيل بالبحر الأحمر، وقد تم افتتاحُ القناة عامَ 1874 قبل الميلاد، وقد تطوّرت الفكرة ليتم افتتاح قناة السويس التي تربط البحر المُتوسّط عند منطقة بورسعيد بالبحر الأحمر عند منطقة السويس في عهد الخديويّ إسماعيل عام 1869م.[١١]
تمدُّ القناة مصر بالكثير؛ فهي تُساعد إمداد الجمهوريّة بالدّخل القومي المصريّ الذي يذهبُ مباشرةً لخزينة الدّولة من خلال العملة الصعبة، كما تُتيح للشّباب المصريّ فرصَ عملٍ عديدة.[١١]
المراجعالمقالات المتعلقة بأهم معالم مصر