يعرّف الإنسان علميّاً على أنه الكائن الحي الوحيد الباقي من الإنسان العاقل (الهومو أو الأناسي)، وهو العاقل الوحيد المالك لدماغٍ عالي التطوّر، لديه القدرة على التفكير المجرد والنطق واستخدام اللغة والتفكير الذاتي الداخلي، وإيجاد حلولٍ للصعاب التي تعترضه، على خلاف باقي الحيوانات على سطح الكرة الأرضيّة.
إضافةً إلى هذا فإنّ الإنسان يمتلك جسداً منتصباً يحتوي على أطرافٍ مفصليّة سفليّة وعلويّة يسهل تحريكها، تعمل تلك الأطراف بتناسقٍ تام مع الدماغ، وهذه الخاصيّة ينفرد بها الإنسان بحيث يصبح الكائن الحيّ الوحيد على وجه البسيطة الذي يتمكّن من توظيف قدراته الجسديّة والعقليّة في صناعة أدواته التي يحتاجها مهما بلغت دقتها.
الإنسان عبارة عن كائن اجتماعي بطبيعته، له طرقه الفريدة والبارعة في استخدام نظم التواصل في سبيل التعبير عن الذات والتنظيم وتبادل الأفكار، كذلك لديه القدرة على تنظيم هياكل اجتماعيّة معقدة بالتعاون مع مجموعاتٍ متشاركة ومتنافسة بدءاً من تكوين الأسرة وانتهاءً بالأمم.
الإنسان من ناحيةٍ فسيولوجيّة وتشريحيّةلا يختلف جسم الإنسان كثيراً عن أجسام سائر الأحياء المركبة على سطح الأرض، حيث يحتوي جسمه على عددٍ هائلٍ من الخلايا تتجاوز المليارات، والتي تعمل على تشكيل الوحدات الضروريّة لحياة الأعضاء في جسم الإنسان.
الإنسان وفق المنظور الفلسفيتنوعت النظرة الفلسفيّة للإنسان وتغيرت تبعاً لتطوّر الفكر الإنساني بشكلٍ عام، فقد كان مفهوم الإنسان وفقاً للفلسفة اليونانيّة ووفقاً لتعريف أرسطو على أنه مواطن الدولة أو المدينة. أما وفق فلسفة أفلاطون فقد كان يقام بين الإنسان والأشياء الخارجيّة حد للتمكن من تجريده عن مواقفه الملموسة.
يتميّز وضع الإنسان بشكلٍ عام بسمتين أساسيتين، تتجلى الأولى في كون الوضع الإنساني متعدداً في أبعاده ومكوّناته، وهذا يعطيه صفة التفرّد في النوعيّة لتميزه بالغنى والتعدد، حيث إنّ العقل والحواس والوجدان وغيرها جميعها عبارة عن قوى عظيمة تضفي على تكوينه دلالةً خاصة، وتكون النتيجة الحتميّة للتعداد العظيم من القوى التنوّع في مقدرات وقوى الفرد، فالإنسان هو ذاتٌ أو شخص قادرٌ على احترام الأخلاق والقوانين والامتثال بها.
من جهةٍ أخرى فإنّ الإنسان عبارة عن ذاتٍ خلّاقة ومبدعة بفضل امتلاكه لملكة التفكير المتمثلةِ بالعقل، وعلى الرغم من هذا فإن مفهوم الإنسان أو الفرد يبقى ناقصاً من ناحيةٍ فلسفيّة، وذلك نظراً للبعد الميتافيزيقي للذات الإنسانيّة التي تتصف بأنها ذاتٌ عاقلة تمتلك الحريّة والوعي والإرادة، وتحيى وفق القانون والحق ملتزمةً بجميع القيم الأخلاقيّة، وتسعى هذه الذات بشكلٍ مستمر إلى تحقيق الأفضل في سبيل الوصول إلى الغايات المنشودة والتي يثمر عنها الشعور بالسعادة.
المقالات المتعلقة بمفهوم الإنسان في الفلسفة