الطباق: المطابق، وعند أهل البديع: الجمع بين معنيين متقابلين، مثل: ( يحيي ويميت)، ( وتحسبهم أيقاظا وهم رقود). ومنه السماوات الطباق: طبقة فوق طبقة.وقد نجد للطباق مسميات أخرى عند أهل اللغة منها: المطابقة،والتطبيق، والتضاد، والتكافؤ.
ويقسم أهل اللّغةالطباق إلى حقيقي ومجازي،وكل منهما إما لفظي أو معنوي، وإما طباق إيجاب أو طباق سلب. أما الطباق الحقيقي هو أن تأتي بألفاظ حقيقية كالجمع بين اسمين مثل:( وتحسبهم أيقاظا وهم رقود)، أو بين فعلين نحو قوله تعالى: (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء). والطباق المجازي أن تكون الألفاظ مجازية على غير الحقيقة، ويشترط في ذلك شروط وهي أن يكون المعنيان المجازيان متقابلين فإذا لم يكن كذلك يختلط بإيهام الطباق نحو قوله تعالى: ( أو من كان ميتا فأحييناه).
وأمّا الطباق المعنوي فيقصد به مقابلة الشيء بضده في المعنى، كما في قوله تعالى: (إن أنتم إلا تكذبون قالوا ربنا يعلم إنا لمرسلون)، فمرسلون هنا بمعنى صادقون. وطباق الإيجاب يكون فيه اللفظان المتقابلان معناهما موجبا ومثال ذلك قوله تعالى: " هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور ". أما طباق السلب هو الذي يكون بين الأمر والنهي كقول الله:" فلا تخشوا الناس واخشونِِِِِِِِِِِ "،أو بين النفي والإثبات ونمثل على ذلك بقوله: " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ".
ماذا يضيف الطباق إلى النصوص الأدبية:
للطباق أثر فني في النصوص الأدبية سواء كانت هذه النصوص شعرية أم نثرية، فالطباق يضيف للنص جمالية رائعة في ظاهر اللفظ والدقة في المعنى، ويجعل للنص روحا ناطقة تؤثر في سامعيه وقارئيه. وهذا الأثر نلمسه أيضاً في القرآن الكريم الكتاب المعجز، فاللفظ القرآني له خصوصية في استخدام الطباق، وكذلك في الأحاديث النبوية الشريفة، فالطباق يعطي عذوبة للكلام ورونقا،و يساعد أيضاً في فهم المعنى ووضوحه.
ولقد أكثر الشعراء من استخدام الطباق في شعرهم كما باقي المحسنات البديعية، فالطباق حلية بلاغية تضاف الى الشعر من أجل تحسين المعنى، وليضفوا على أشعارهم العذوبة والجمال. ومن الشعراء الذين استخدموا هذا المحسن البديعي امرؤ القيس كما نرى في قوله:
مِكرٍّ مِفَـرٍّ مـقبلٍ مـدبرٍ مَعـاً ... كجلمودِ صخر حطَّهُ السّيْلُ من عَلِ
وكمطابقة زهير بن أبي سلمى بين الصدق والكذب في قوله:
ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ما كذب الليث عن أقرانه صدقا
يطعنهم ما ارتموا حتى إذا اطعنوا ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنق
والفرزدق في مطابقته بين الشيب والشباب والليل والنهار:
والشيب ينهض في الشباب كأنّه ليل يصيح بجانبيه نهار
وهناك الكثير الكثير من الأمثلة على الطباق في الشعر العربي لا يسعنا ذكرها هنا.
هل يختلف الطباق عن المقابلة؟
نعم، الطباق يختلف عن المقابلة، فكما قلنا أنّ الطباق شيئان متضادان في المعنى قد يكونان اسمين أو فعلين أو حرفين جمعا على حذو واحد مثل: ( كبير، صغير، غني، فقير)، أما المقابلة تكون بين معنيين أو أكثر، مثال ذلك قوله تعالى: ((يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) فأتى هنا الأمر ثم المعروف ، ثم أتت ضدهما وهو النهي ثم المنكر.
المقالات المتعلقة بما هو الطباق