تحكي الميثولوجيا الإغريقيّة ، من خلال أساطيرها المدهشة ، بأنّ معبوداً عملاقاً شديد العلو ، نصف راسه العلوي تكاد تنعدم رؤيته ، إن كان في الشتاء أو في الصيف ، يدعى ( أطلس ) يشتهر بقوّته الجبّارة ، و قد نال عقاباً صارماً من الإله زيوس إذ تجرأ و ثار على الآلهة و اكتسح أحد الجبال العظيمة الذي يدعى بـ ( الجبل الأولمبي ) الذي تسكنه الآلهة ، فحكم عليه الإله ( زيوس ) بأن يقضي كلّ حياته حاملاً قبّة السماء على كتفه ، ليكون جزاءً له لما اقترف من ذنب في محاولته مصارعة الإله . و في رواية أخرى يحكى أنه حُكِم بحمل الأرض على كتفه .
و يرى بعض الباحثين ، أنّ الجزيرة المفقودة التي تدعى ( اطلنطس ) قد سميت بهذا الاسم نسبة لهذا الإله ، و يؤكدون على أنّ كون اسم أطلس إسماً إغريقياً ، فإنّ جبال أطلس التي تقع في المغرب العربي تحمل نسباً إغريقيّاً .
و لا يغيب عن البال أبداً أنّ الأساطير الإغريقيّة كانت تطلق اسم أطلس على القمر نسبة للإله أطلس حيث يكون القمر قريباً منه .
و لعلّ الباحثين المهتميّن بعلم الأساطير ، و خاصّة الميثولوجيا الأمازيغيّة المغربيّة ، يربطون بين عبادة البشر قديماً للشمس ، فيجدون بأنّ كلمة أطلس في النطق الأمازيغي تعني ( مقبرة الشمس ) و يؤكّدون على ارتباط التسمية بالظواهر الطبيعيّة . و يذهب بعضهم للاعتقاد بأنّ ( أدلاس ) أو ( تيدلاس ) أو ( تيلاس ) التي تعني الظلمات ، هي أصول كلمة أطلس ، و ما لقب ( بحر الظلمات ) الذي يطلق على المحيط الأطلسي من قبل الجغرافيين القدماء ، إلاّ تفسيراً لذلك . و لكون جبال أطلس الممتدّة من تونس و الجزائر حتّى المغرب تنحدر باتجاه المحيط الأطلسي ، كانت سبباً لتسميتها باسمه . و يرى بعضهم أنّ تسمية جبال أطلس هي تسمية أمازيغية بالمطلق ، كون هذه الجبال تغطّي قممها الثلوج ، و تحجبها الغيوم عن الرؤية نتيجة استقرار الثلوج الدّائم فيها ، فتبدو و كأنّها تعانق السّماء ، و قد أكّد معظم الرحّالة الذين عاينوا المكان صحّة هذه المعلومة .
و قد قام في القرن السّادس عشر أحد النّاشرين بطبع أوّل كتابٍ يتضمّن صوراً توضيحيّة لجغرافيّة الأرض و خرائط العالم ، و ما كان منه إلاّ أن وضع صورة لهذا العملاق أطلس ، و هو يحمل على كتفه الكرة الأرضيّة ، و أصبح من يومها يطلق على كتاب الخرائط هذا اسم ( أطلس ) .
- المصادر :
المقالات المتعلقة بما هو اصل كلمة اطلس