نظّمَ الإسلام العلاقات الاجتماعيّة وحدّد الحُقوق والواجبات وأعطى كُلَّ ذي حَقٍّ حقّه، وجعلَ المُعاملةَ الحسنة بين الناس دليلاً على حُسنِ الخُلُق وتمام الإيمان، فأنتَ عندما تُظهِرُ الودَّ للناس وتُحسن إلى كبيرهم ومُحتاجهِم وتعطف على صغيرهِم فأنت أهلٌ لأن تكونَ قريباً من الله ومحبوباً من خلقهِ في الأرض.
ومن أوثقِ العُرى وأكبرِ القُربى وأعظمُ الصِلة هي الصِلة والعلاقة بينَ الأبناء والآباء، فالآباء سببٌ في وجودِ الأبناء بعدَ إرادةِ الله عزَّ وجلّ وقُدرته، وهُم الذين رعوا الأبناء وسهروا عليهِم حتى كبروا وأنفقوا عليهِم من أموالهِم وأوقاتهم واهتماماتهِم، بل رُبّما حرموا أنفسهم من متعتهم في أمرٍ ما مُقابلَ أن يفرحَ أبناؤهم ويسعدوا، فتكونُ سعادتهُم تبعاً لهم ومُنبثقة منهم، ولعظيمِ القدر للوالدين على الأبناء ولفضلهِما عليهِم بعدَ الله وجبَ أن نوقّرهُما وأن نتقرّب إليهِما بأكثر القُرُبات وهي البرّ، فما هوَ برّ الوالدين وكيف يكون وما هي فضيلة البرّ.
تعريف برّ الوالدينهوَ الإحسانُ إليهِما والتودّد إليهما، والتلطّف في الحديث معهما، وأن نكون معهِما في أدبٍ جمّ، وفي تواضعِ وذلّة وحُسن معشر، وقد أوصى الله جلّ جلاله بالوالدين في أكثر من آيةٍ من كِتاب الله وقرنَ برّ الوالدين بطاعة الله، وعُقوقَهُما بمعصية الله والشِرك به، فقد قالَ سُبحانهُ وتعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) وحتّى نعلَم أهميّةَ أمرٍ ما فإننا ننظر إلى موضع اقترانه بغيره، واقتران البرّ بطاعةِ الله هيَ أعظم دلالة على أنَّ البرّ عظيم وأجرُ البارّينَ عظيمٌ كذلك.
صوَر من برّ الوالدينيكون برّ الوالدين على عدّة صور نُجملُ بعضاً منها:
المقالات المتعلقة بمعلومات عن بر الوالدين