نُزِّل القرآن الكريم على سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم على مراحل، واستمرّ نزوله مدّة ثلاثة وعشرين عاماً، وقد تكفّل الله تعالى بحفظه وعدم ضياعه، فشرح له قلب النّبيّ وقلوب الصحابة والمؤمنين، ولكن تغيّرت الظروف بعد وفاته عليه الصّلاة والسّلام، ممّا دفع الصحابة إلى جمعه في مصحفٍ واحدٍ بعد أن كان متفرقاً؛ خوفاً من ضياعه.
مراحل جمع القرآن الكريم في عهد الرسول الكريمكانت المرحلة الأولى في زمن النبي محمد صى الله عليه وسلّم، إذ جُمِع القرآن الكريم بطريقتين:
وكانت هذه المرحلة في عهد أبي بكرٍ الصّديق رضي الله عنه، فقد كان لاستشهاد الكثير من الصحابة من حفظة القرآن الكريم في معركة اليمامة الأثر الكبير في الخليفة أبي بكرٍ الصّديق رضي الله عنه، وعندما بلغه خبر استشهادهم كان عمر بن الخطاب جالساً عنده، فأشار عليه بجمع القرآن الكريم في مصحفٍ واحدٍ خوفاً عليه من الضياع، بدايةً لم يوافق أبو بكرٍ الصديق، إذ لم يُرد أن يقوم بما لم يقم به النبي صلى الله عليه وسلّم، ولكن بقي عمر وراءه حتى أقنعه بهذه الضرورة، فبدأ بجمع القرآن الكريم من صدور الصحابة والعسف والرقاع وقطع اللخاف في مصحفٍ واحدٍ.
في عهد عمر بن الخطابكانت المرحلة الثالثة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ إذ استكمل ابن الخطاب جمع القرآن الكريم بعد وفاة أبي بكرٍ الصّديق رضي الله عنه، وكان القرآن الكريم يُقرأ على الأحرف السبعة التي قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم بإذن الله عزّ وجلّ.
في عهد عثمان بن عفانوكانت المرحلة الرابعة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، فعندما وقع الاختلاف في قراءة القرآن الكريم؛ بسبب اتّساع رقعة الدولة الإسلامية، ودخول الكثير من الناس في الإسلام، كتب من في الأمصار إلى عثمان بن عفان يناشدونه على جمع الكلمة، فجمع عثمان بن عفان المهاجرين والأنصار، وشاورهم في جمع المصاحف على حرفٍ واحدٍ؛ ليزول الخلاف وتتفق الكلمة، فاستحسنوا رأيه، فجمع المصاحف جميعها على قراءةٍ واحدةٍ، وبعث بها إلى الأمصار، وأمر بحرق ما سوى ذلك من المصاحف.
المقالات المتعلقة بمراحل جمع القرآن