أنعم الله تعالى بها على البشر بنعمة عظيمة حيث أنزل عليهم القرآن هدىً ونورًا، آمنوا به وتدبّروا آياته فزهدوا في الدّنيا ورغبوا بالآخرة، فأسلوبه المعجز ترك في نفوسهم أثرًا كبيرًا فهو ليس كمثل كلام البشر.[١] رُتِّبَت سُوَرُهُ المائة وأربعة عشر بأمر من نبيّ الرّحمة، تتكوّن كلّ سورة من مقاطع، الواحد منها يسمّى آية، تبدأ سوره بالبسملة عدا التّوبة وتحمل كلًّا منها اسمًا يميّزها وقد يكون لها أكثر من اسم كسورة الفاتحة فهي الشّافية والكافية والحمد وأمّ الكتاب. آياته منها المُحْكَم الواضح المترابط معنىً ولفظًا، ومنها المتشابه الّذي يحمل أكثر من معنىً ويحتاج إلى تفسير وتوضيح. وصل عدد تلك الآيات إلى أكثر من ست آلاف آية موزّعة على ثلاثين جزءًا يتكوّن كل جزء من حزبين.[٢]
عدد كلمات القرآن الكريمبالرّغم من أنّ القرآن نزل بلغة العرب إلّا أنّ العلماء سمّوا بعض كلماته وألفاظه بالغرائب، ليس من باب أنّها شاذّة أو منكرة، حاشا للقرآن أن يكون فيه الشّاذ والمُنْكَر، وذلك لأن بعض من ألفاظه جاءت من لغات متفرّقة، وسمّاه الصّحابة إعراب القرآن. ومن بلاغة ألفاظ القرآن أن تجد فيها ما سمّاه أهل الّلغة بالوجوه والنّظائر الّتي جاءت تحمل أكثر من معنى. كلفظ الهدى بمعنى الثّبات والدّعاء والدّين وغيرها من الأوجه السّبعة عشر الّتي يحملها. ناهيك عن الألفاظ الّتي وردت في القرآن وقد خرجت عن المعنى الّذي تُسْتعمل فيه عادة لتحمل معنى مُفْرَد ٍُمّيَت بالأفراد ككلمتي البَرّ والبحر الذي يُقصَد بهما البريّة والعمران في قوله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)[٣] علمًا أنّ البَرّ عادة هو التّراب والبحر الماء.[٤] بلغ عدد كلمات القرآن تلك ما بين الغريب والأفراد والوجوه وغيرها سبع وسبعون ألف وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة. توزّعت هذه الكلمات على السّور ففي سورة الفاتحة كان عدد الكلمات تسع وعشرين كلمة، وفي سورة البقرة عدد الكلمات ست آلاف ومائة وأربع وأربعين كلمة. تلك الكلمات يترتّب على قراءتها الآلاف من الحسنات.[٥]
عدد حروف القرآن الكريمذكر السّيوطي في كتابه (الاتقان في علوم القرآن) عدّة أقوال في عدد حروف القرآن فعن عمر بن الخطّاب أنّ عددها (1000000) حرف، وابن عبّاس قال أنّ عددها (323671) حرفًا. أمّا القرطبي أورد أقوالًا أخرى في عدد أحرف القرآن الكريم فعن سلام الجماني أنّ عددها (340740) حرفًا. وعند مجاهد عددها (340740) حرفًا.[٦] والاشتغال بعد الحروف أو معرفة عددها لا يترتّب عليه فائدة كبيرة غير أنّه سكون نصيب قارئ القرآن سيلًا من الحسنات فكلّ حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها.[٥]
المراجعالمقالات المتعلقة بعدد كلمات القرآن وحروفه