فوائد سماع القرآن

فوائد سماع القرآن

يعتبر القرآن الكريم معجزة الإسلام الخالدة، فهو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على نبيّه محمّد عليه الصّلاة والسّلام، وهو الكتاب الجامع الشّامل المتعبّد بتلاوته حيث يقرأ المسلم آياته وسوره في صلاته وعباداته، كما يتحصّل المسلم على الأجر والحسنات مقابل قراءة حرفٍ من حروف المصحف الشّريف، وقد جاء في الأثر أنّه حبل الله تعالى المتين وصراطه المستقيم الذي فيه ذُكر نبأ من قبلنا وخبر ما بعدنا، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرّد، وقد سمعه يومًا أحد كفار قريش وهو الوليد بن المغيرة فأُعجب بحسن نظامه حتّى قال فيه (إنّه له لحلاوة وإنّ عليه لطلاوة وإنّ أعلاه مثمر وأسفله مغدق، وإنّه يعلو ولا يعلى عليه).

وإنّ للاستماع والإنصات إلى آيات الله تعالى وسوره آثارٌ عجيبة في النّفس نذكر منها: الشّفاء والعلاج، فالاستماع إلى آيات القرآن الكريم ممّا يحدث في القلب أثرًا عجيبًا، حيث يستشعر الإنسان معاني الرّحمة والسّكينة فيطمئن لذلك قلبه، قال تعالى ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولا شكّ بأنّ القرآن الكريم هو أعظم الذكر عند الله تعالى، لذلك ينصح كثيرٌ من الأطباء النّفسيّين مرضاهم للاستماع إلى آيات القرآن الكريم وترديدها حيث فيها الطّمأنينة وراحة القلب بعيدًا عن القلق والتّوتر، كما يعدّ الاستماع إلى القرآن الكريم علاجًا شافيًا لكثيرٍ من الأمراض، قال تعالى ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلاّ خسارا )، وقد ثبت في السّنة النّبويّة أن نفراً من الصّحابة قاموا بقراءة القرآن على زعيم إحدى قبائل العرب وكان يشتكي مرضًا فبرئ من مرضه بمجرد الاستماع إلى سورة الفاتحة، وقام من مقامه كأنّما نشط من عقال، فالقرآن الكريم إذا استمع الإنسان المريض إلى آيات الشّفاء فيه موقنًا بالله تعالى برىء بإذن الله.

أيضاً من فوائد سماع القرآن الكريم تقوية جهاز المناعة وتحفيز الجوانب الإيجابيّة في النّفس، فقد دلّت كثيرٌ من الدّراسات على تأثير الاستماع إلى آيات القرآن الكريم في إحداث تغييرات في الدّماغ، حيث ثبت بأنّ خلايا الدماغ تعمل وفق تردّدات وذبذبات تمكّنها من التّفاعل والحفظ وغير ذلك من عمليات التّفكير، وإنّ الاستماع إلى آيات القرآن الكريم تعمل على تنظيم تلك الذّبذبات وجعلها في حركةٍ دائمةٍ وحافزيّة بعيدًا عن التّبلد والسّكون، ولا شكّ بأنّ هذا الأمر يؤثّر إيجابًا في خلايا الجسم كلّها بعلاقتها مع الخلايا العصبيّة النّاقلة وبالتّالي يقوّي جهاز المناعة ويتوقّد الذّهن ويكون حاضرًا في كلّ حين، وصدق الله تعالى إذ قال ( إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السّمع وهو شهيد ).

المقالات المتعلقة بفوائد سماع القرآن