كيفيّة التعامل مع القرآن الكريم القرآن الكريم هو كلام رب العالمين المعجز، والمتعبد بتلاوته، والذ يختلف التعامل معه عن التعامل مع أيّ كتاب آخر، حيث إنّ لقراءته نهجاً خاصاً، فيُقرأ مجوداً وفق أحكام التجويد الخاصّة بتلاوته، إذ قال تعالى: (ورتّل الْقُرْآن ترْتيلًا) [المزمّل: 4] ومن ضمن التعامل مع القرآن الكريم الحرص على تفسيره، وبيان وفهم آياته وأحكامه الشرعيّة، فمن معاني التفسير الفهم والبيان، وفي تفسير القرآن الكريم لا بد من جملة من الضوابط وذلك حتى يكون المعنى المراد ذكره صحيحاً موافقاً لمراد الله سبحانه منه، فهناك إذاً مجموعة من الضوابط في التعامل مع القرآن الكريم ومجموعة من الشروط لا بد من توفرها في المفسر.
الضوابط المنهجية للتعامل مع القرآن الكريم - فهم القرآن الكريم على ضوء أسباب النزول، فأسباب النزول هي الأساس في تعلّق التفسير بالآيات وليس ترتيب المصحف للآيات، وذلك يفيد في معرفة ناسخ الآيات ومنسوخها، وبناء تصور لنسق الآيات وترتيبها المنطقي.
- النظر إلى الآيات في إطار نسقها القرآني، حيث ترتبط الآيات القرآنيّة ببعضها، ممّا يعطي نوعاً من الانسجام بين كلمات القرآن الكريم وآياته.
- النظر إلى الروايات داخل سياقها القرآني وهو ما يسمّى بسياق النص.
- التعامل الموضوعي والنقدي مع الروايات المختلفة في التفسير، حيث ترد في بعض الآيات عدة روايات وعدة أوجه، ولا بد من دراستها دراسة نقديّة وموضوعيّة مستفيضة.
- تفسير القرآن بالقرآن، فهناك العديد من الآيات التي تفسر بعضها البعض.
- استحضار الظرف الذي نزل فيه القرآن الكريم، فهناك أسباب نزول، وهناك ظروف محيطة بنزول آيات القرآن الكريم.
- فهم القرآن الكريم وفقاً للسان العرب، حيث إنّ القرآن الكريم نزل باللغة العربية.
- معرفة المطلق والمقيد.
- معرفة المحكم من المتشابه.
- معرفة آيات الأحكام.
- معرفة العام من الخاص.
- معرفة المجمل من المفصل.
- معرفة التفسير بالمأثور، وهو ما نُقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين.
شروط مفسر القرآن الكريم - العلم بالقرآن الكريم وعلومه، فهناك عدة علوم تنصهر معاً خدمة للقرآن الكريم، كالمطلق والمقيّد، والناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، والمكي والمدني.
- العلم بالسنّة النبويّة، حيث إنّ هناك آيات فسرتها السنّة النبويّة.
- العلم باللغة العربية كونها لغة القرآن الكريم.
- العلم بكتب التفسير والمفسرين ومناهجهم في التفسير.
- الاتصاف بالورع والتقوى، فلا يمكن للمفسر التجرؤ على كتاب الله خدمة لهوىً في نفسه، أو مآرب شتى لديه اقتضت تشويه تفسير بعض الآيات، ومثال ذلك من استدل على تبرير الصلح والسلام مع يهود بقوله تعالى: (وإن جنحُوا للسّلْم فاجْنحْ لها وتوكّلْ على اللّه ۚ إنّهُ هُو السّميعُ الْعليمُ) [الأنفال: 61]
- إدراك الجوانب الفنيّة، والنهج الحركي التربوي للقرآن الكريم، وذلك بالاستعانة بكتب التفسير المختصّة في هذه النواحي، كظلال القرآن، لسيد قطب رحمه الله.