تفسير القرآن من واجب المسلم أن يهتمَّ بكتاب الله سبحانه ومن مظاهر هذا الاهتمام الاهتمام بالعلوم التي تخدم القرآن الكريم، كاللغة العربية، والناسخ والمنسوخ والمطلق والمقيّد والمحكم والمتشابه، وعلم التفسير الذي تصبّ كلّ علوم القرآن الكريم في خدمته.
التفسير هو الكشف والإبانة وهو العلم الذي يهتم بمعرفة معاني القرآن الكريم، وفهم آياته، وتوضيح أحكامه، ومعرفة علم التفسير ليس حصراً على طلاب العلم الشرعي المختصُّين في دراسته، فكلُّ من وضع نصب عينيه تعلّمه يمكن له ذلك متى بذل الجهود المناسبة في ذلك، فهناك إذاً خطوات وصفات معاً تساعد مريد تعلّم التفسير على بلوغ مراده.
كيف أتعلم تفسير القرآن - إخلاص النيَّة لله سبحانه؛ فلا بدّ أن تكون نيته بداية خالصة لوجه الله حول أهداف تعلّمه لعلم التفسير ليعينه على فهم القرآن الكريم، وليكون ذلك عبادة لله تعالى.
- الاتصاف بعلو الهمّة وقوة الإرادة، فذلك أساس بلوغ كلّ هدف عالٍ ورفيع.
- التسلسل والتدرج في تعلّمه للتفسير، فيبدأ بالمفردات، فيعرف معاني ما أشكل عليه من مفردات يكثر ورودها في القرآن ويتعلّق بها فهم المقصود، وهذه المفردات لها كتب خاصّة بها، كالوجوه والنظائر، ومفردات القرآن، وتفسير الجلالين.
- تتبع هذه الكلمات في سياقاتها المتعددة في القرآن الكريم، فذلك يثري مفردات المفسر في التفسير، ويعطيه الدافعية على المواصلة والتعمُّق.
- التعمق مع مفردات القرآن الكريم من جهة الأصول والاشتقاق، ككتاب معجم مقاييس اللغة لابن فارس، وعمدة الحفاظ للحلبي.
- ترتيب مراجعة التفسير وبرمجتها بشكل جيّد بشكل منتظم، بتتبع تفاسير الآيات من خلال كتب مختصة في التفسير، وهنا لا بدَّ من الجمع بين مدرستي التفسير بالرأي والتفسير بالأثر فلا بدّ من الإلمام بكليهما، ذلك أنَّ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم وما نقل عن الصحابة تعدُّ أساساً في التفسير بالإضافة إلى اللغة العربيَّة، والرأي والاجتهاد وفي كلِّ ذلك كتب مختصة، كالكشاف، وتفسير القرآن العظيم.
- الانتقال إلى التفاسير المسندة، كتفسير ابن جرير الطبري وعبد الرزاق.
- التعمُّق مع مواضع آيات أُشكلت على العلماء، وتتبع تفسيرها عند علماء التفسير، فهذا يثري مفردات المفسر ويقوِّي خبرته في التفسير، فمعرفة الخلاف بين العلماء في المسألة الواحدة فيه تقوية لملكات التفسير على سبيل المثال.
- الاهتمام بعلوم على صلة وثيقة بالتفسير، كاللغة العربيّة، وأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والعام والخاص، والمطلق والمقيد.
- الاضطلاع على كتب التفسير الحديثة، ككتاب في ظلال القرآن لسيد قطب رحمه الله وكتاب صفوة التفاسير، فالجمع بين معرفة أسلوب العلماء القدماء والحديثين أو المعاصرين في التفسير فيه إثراء عظيم لملكات المفسر.
آداب تعلم تفسير القرآن - التواضع الدائم بما مع المتعلم من العلم، وأنّه ما زال طالب علم مهما أوتي من العلم.
- متابعة النيَّة باستمرار، فقد تكون خالصة في المنطلق، لكن قد يعتري صاحبها غرور أثناء السير، فلا بدّ لمتعلّم التفسير من متابعة إخلاص نيته بأن يكون هدفه خدمة كتاب الله سبحانه وأن يكون سبباً في هداية النّاس وتبصيرهم بأمور دينهم.
- عدم التجرؤ على التفسير والإحالة إلى أقوال المفسرين ورأيهم، ولا سيّما فيما أُشكل على المتعلم وبشكل عام لا بدّ من الأمانة العلميّة في التفسير، كأن يقول: قال ابن كثير كذا، وقال القرطبي كذا، وقال صاحب الظلال كذا.
- التأدب بأدب الخلاف بين العلماء حتى لا يقع في خطا التعصب للرأي في سيره في تعلّم التفسير وتعاطيه معه.