إنّ من أجمل القصص التي ذكرت في القرآن الكريم هي قصّة الملك ذو القرنين ، وقد ذكره القرآن في كتابهِ العزيز لما فيها من حكم وموعضة للنّاس . ذو القرنين هو شخص ذكر في القرآن الكريم وعرف هذا الشخص بأنّهُ حاكم عادل وليست هناك أدلّة على من هو هذا الشخص فهو غير معروف سوى أنّهُ حاكم عادل في زمان معيّن وهذا الشخص كان يؤمن بالله عزّ وجل وكان يؤمن بيوم البعث والحساب ، وهذا الحاكم قد مكّنهُ الله من قوّة في الأرض فقوّاهُ الله في ملكهِ وفتحَ الله على يديه الفتوحات الكبيرة ، وكان هذا الملك يجول مع جيشهُ في الأرض ليدعو إلى الله عزّ وجل وكان أيضاً يجول ليقرّب الناس إلى الله عزّ وجل ، وكان وهو يجول حتّى وصل إلى مكان كان يسمّونه النّاس بحر الظلمات وهو البحر الأطلسي الذي سمّي بهذا الإسم لإعتقاد الناس في ذلك الزمان أنّ السماء عندما تغيب كانت تغرق في البحر الأطلسي وتختفي ، وكانوا يظنّون أنّ نهاية الأرض كانت عند حد هذا البحر ، ولكن الله سبحانهُ وتعالى ألهم هذا الحاكم أنّ أمر هؤلاء هذا القوم الذين كانوا يعبدون من دون الله بأمرهِ وهو الحاكم فيهم إمّا أن يعذّبهم أو أن يحسن إليهم ، فقد قال الله تعالى ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ) سورة الكهف آية 86.
وقد إتّخذ هذا الحاكم أنّهُ سيعذّب الظالمين في الدنيا وثمّ حسابهم سيكون على الله يوم القيامة ، والذين آمنوا منهم فسيحسن إليه ويكرمهُ ، وبعدما إنتهى ذو القرنين من أهل الغرب إتّجهَ إلى اهل المشرق فوصل إلى منطقة تطلع منها الشمس فحكم فيهم كما حكم في أهل الغرب والمنطقة التي وصل اليها في المنطقة الشرقيّة كانت أرض مكشوفة لا يوجد فيها أشجار ، ومن ثمّ أكملَ رحلتهُ حتّى لقي ناس يتكلّمون لغة غريبة غير مفهومه يعيشون بين جبلين ويوجد بين هذين الجبلين فجوة وقد وجدوهُ حاكم عادل وقد أتاهُ الله من قوّة لما شاهدهُ الناس فيه ، وقد طلبوا منهُ أن يتصدّوا لقوم يأجوج ومأجوج بأن يبنوا سدّاً بينهم وبين قوم يأجوج حتّى يحوول بينهم ، فقال تعالى ( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّ ) سورة الكهف آية 94 ، وقد وافق ذو القرنين وقد قام ببناء سد بينهم حيث وضع الحديد على مستوى الجبلين ومن ثمّ أوقد النّار على الحديد حتّى ينصهر ومن ثمّ أسكب على الحديد النحاس المذاب حتّى يزداد صلابتهُ . يأجوج ومأجوج هم قوم يشبهون أبناء جنسهم الأتراك والمغول: فهم صغار العيون ، ووجوههم عريضة ، وصغار الأنف .
فوائد قصّة ذو القرنينالمقالات المتعلقة بمن هو ذو القرنين