لعلًّ الكثيرين منا قد سمعوا بما يسمى حولنا بـ " الصداع النصفي" أو " مرض الشقيقة"، نعم هما اسمان لمرضٍ واحد يندرج تحت قائمة الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي في الإنسان، فلهذا الصداع الميزات الخاصة به، والأعراض المتسلسلة ضمن مراحل معينة، والتي من الجيد بل واللازم التعرف عليها اطلاعاٌ ومعرفةً واهتماماً. إنَّ الصداع النصفي عادةً ما يصيب الأطفال أو من هم في سن المراهقة أو وبدرجاتٍ أقل من هم في أولى مراحل الشباب. ويأتي الصداع النصفي على شكل نوبات متعددة من الألم في الرأس والذي يكون مركزاً ومحدداً في ناحية واحدة دوان غيرها من الرأس، ويستطيع المريض أن يصف هذه النوبات من الألم بأنّه ألم نابض وواخز، ويمتد معه من فترة أدناها الأربع ساعات إلى اليومين، وهذا ما يجعل الأطباء عادةً يخطئون في تقييمه على أنه صداعٌ ناتجٌ عن الضغوط النفسية سواء الدراسية، أو العملية، أو الاجتماعية. ومن شأن هذا الألم التأثير سلباً على حياة المريض وأنشطته اليومية وأيضاً نومه، وعمله. وبالنظر إلى النقطتين السابقتين، ومن هنا جاءت أهمية التعرف على مثل هذا النوع من الصداع.
ما هو الصداع النصفي؟ و من يصيب؟ وما هي الأعراض المصاحبة له؟ وهل له ذاك الأثر الكبير على الصحة والقدرة على مواصلة أعمال الحياة اليومية؟ وكيف السبيل للتعامل مع هذا المرض؟ وما هي الأسباب المؤدية للمرض؟
مراحل ظهور أعراض الصداعمن الطبيعي وكأي مرضٍ أو حالةٍ صحيةٍ، فإنّه يختلف تمثيلها من مريضٍ لآخر، من ناحية فترة المرض، وفترة ظهور الأعراض، ووقت اختفائها، ومدى حدتها، ومدى تأثيرها على حياة المريض، وأيضاً تسارعها. فإن للصداع النصفي مراحلَ أربعةً يتميز بها ويمر بها المريض لكن ليس بنفس السياق ونفس الوقت المأخوذ. هذه المراحل هي:
المرحلة الأوليةهي مرحلة ما قبل ظهور الأعراض الرئيسية، بحيث يلاحظ المريض بعض التغيرات على جسمه بشكل عام، قد تستمر لساعات طويلة، والتي تقوده للانتقال للمرحلة الثانية. هذه الأعراض تدق ناقوس خطر لدى المريض بأن يستعد لما بعد ذلك:
هذه المرحلة تتميّز بأنّها قد تحصل قبل أو خلال نوبات ألم الصداع النصفي ذاتها، وهي تشكل مرحلة الأعراض الخاصة بالجهاز العصبي لذا يسميّها البعض بمرحلة "الأعراض العصبية"، وذلك لأنّ كلمة (الهالة) أو الـ ( آورا) تعني الاضطرابات العصبية والتي غالباً ما تكون بصرية كأن يرى المريض أو يقول بأنّه يستطيع رؤية أومضة مشعة من الضوء أمامه. لكن في بعض الأحيان يمكن لهذه الهالات أو الاضطرابات أن تكون حسّية "لمسية"، حركية، أو حتى كلاميّة. وتأكيداً لما نبّهنا له في البداية أن ليس كل المرضى يجب أن يمرّوا أو حتى يجرّبوا هذه المرحلة، وإن جرّبها أحدهم فإنّها تبدأ معه خلال بضع دقائق تدريجياً وقد تستمر إلى الستين دقيقة أي الساعة، ومن أمثلة هذه الاضطرابات أي الأعراض الخاصة بهذه المرحلة:
مرحلة النوبة أو كما تعرف أيضاً بمرحلة "الصداع"، طبعاً في هذه المرحلة يواجه المريض أصعب الأعراض خلال المرض كله، وتكون الأعراض عادة أسوء إن لم يكن المريض تحت العلاج، أي بأنه سيواجه عدد نوبات أكثر من غيره، وهذا فارق كبير حيث أن هناك تبايناً بين مريضٍ وآخر في عدد النوبات التي يتعرضون لها، فمنهم من يتعرض لها الكثير خلال الشهر الواحد، و غيره ممن هو اقل تعرضاً لها أي تصبح مراتٍ معدودة سنوياً. أياً كان فإن المريض الذي يمر بالمرحلة الثالثة سيواجه هذه الأعراض:
هي المعروفة أيضاً بمرحلة الأعراض النهائية، وهذا لشعور المريض ببعض الأشياء والتي تكون تابعة أو لنقل بصفة أفضل ناتجة عن النوبة، هذه الأعراض:
هذه كانت الأعراض التي يمر بها مريض الصداع النصفي " الشقيقية"، والتي يجب أن ننتبه إليها ولا نهملها، إن شككنا في أحدٍ من حولنا قد حدثت معه. لكن بخصوص المريض الذي يعرف أنه مصاب بمرض الصداع النصفي، هل يكتفي بالتشخيص فقط؟ لا بل إنّ هناك بعض الحالات التي يجب عليه فيها مراجعة الطبيب، بل وأحياناً تحتاج ذهابه إلى غرفة الطوارئ مباشرة وهي:
المقالات المتعلقة بما هي أعراض الصداع النصفي