الوعد هو الإخبار عن فعل أمر معيّن في المستقبل يتعلّق بشخص آخر بعمل شيء معيّن بحيث يقول لهُ ماذا يريد أن يفعل معهُ في المستقبل . الوعد من الأمور التي لا يفعلها سوى الرجال أمّا أشباه الرجال فلا يعرفون للوعد عنوان ، لأنّ الرجل عندما يُخرِج الكلمة من لسانهِ فهو ملزوم بها حتّى لو مهما كلّفهُ الأمر ، والذي يوعد ويخلف في وعدهِ هو ليس فقط من أشبا الرجال وإنّما هو رجل غير حر ، لأنّ الأحرار غير العبيد من يقولون ويفعلون ، فالوعد صفة كادت أن تنتهي إلاّ عند الرجال الذين يلتزمون وعودهم من النّاس ، والإسلام قد حثّ المسلم على الإلتزام بالوعود والعهود ولكن يختلف العهد عن الوعد . العهود : وهي الميثاق بين شخصين يجب عليهما الإلتزام بهما وإلزام النفس لو مهما طال الزمن على الإيفاء بالعهد ومهما كان نوع العهد الذي بين شخصين ولا يفعلها سوى المخلصين سواء كان رجل أو إمرأة ، فالعهد قائم على الوفاء وقد يكون هذا العهد مع أي شخص وأيضاً مع الله عزّ وجل فعندما يتّخذ الشخص عهد مع الله فهو يلتزم بكلّ ما يحبّهُ الله ويبتعد عن كل ما يبغظه الله . نحن في زمن نعاني من مشكلة الوعود والعهود ، جميل أن توعد فتاة تخاف عليها مثل أختك وتعتبرها أمانة بعثها الله اليك لتحافظ عليها ، ولا يحافظ عليها ولا يضحك عليها سوى الرجال بأن تتزوّجها ، ومع مرور الوقت والسنين تذهب لتتزوّجها فتشعر أنّكَ كبير بعين من أحببت وبعينِ نفسك فهي لذّه الرجولة من نوع آخر لا يستلذُّ بها إلاّ الشرفاء .
أوجه الوعود :
الوجه الأول : أن يعد شخص فلان وهو قادر على فعلهُ ولكن لا يفعل : الكثير منّا وقعَ في هذه الوعود ، وهناك أشخاص يمتلكون مبدأ من هذا الوجه من الوعود ، ف قبيح أن يأتيك محتاج أو صديق أو مهما كان وتستطيع أن تساعدهُ ولكن تضحك عليه بوعود زائفة مع أنّك تستطيع مساعدتهُ فهنا أخبرك أنّكَ خسرت رجولتك ليس بنظر من وعدتهُ ولكن بنظر نفسك لأنّ الكذب والرجولة لا يجتمعان .
الوجه الثاني : أن يعد شخص فلان بشيء وهو غير قادر على فعلهُ ولا على الإيفاء بهِ ، من القبيح أن توعد شخص قد يبني آمالاً عليها ويظنّ أنّكَ قد تساعدهُ ولكن تخذله ، فقلوب البشر ليست مسرحيّة تفعل ما يحلو لك ومن ثمّ تغادر ، ولقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لا تعدنّ عدة لا تثق من نفسك بإنجازها ) فهنا عمر يعلّمنا الرجولة بالالتزام بالوعود وعد الوعد عندما لا يستطيع فعلها .
المقالات المتعلقة بما هو الوعد