إنّ كلمة منطق في اللّغة اليونانية القديمة معناها العقل أو الكلمة ، أمّا المعنى العلمي والاصطلاحي للكلمة فهو يعني ذلك العلم الذي يقوم في عمليّات البحث والتحليل في قواعد وأساليب تفكير العقل البشري ، أي أنّه ذلك العلم الذي يدرّس ويحلّل قوانين وقواعد الفكر البشري بشكل عام ، أمّا كلمة المنطق بالعربية فهي مشتقّة من كلمة النطق والذي يشير إلى الكلام ، ولأن الكلام هو بحد ذاته يفرز انعكاس الفكر والتفكير الداخلي لدى الإنسان ، فأصبح لكلمة منطق معناها الراجح والمطابق والذي يشير إلى التّعريف العلمي والاصطلاحي الوارد أعلاه للكلمة .
ويقوم علم المنطق بشكل عام بعمليّة البحث في مجمل تلك القوانين والتي تقوم بدورها بآليات تضبط مسارات حركة التفكير البشري الإنساني وهي عموما مجموعة قوانين موضوعية وتقوم على وجود سابق ويسبق في وجوده على معرفتها وهو بذلك يكون غير متوقف على هذه المعرفة وإنما يشير إلى أن التفكير والسلوك الإنساني لا يقوم بالخروج عن إطارها العام لأن الخروج عن إطارها العام يعني يهني الحماقة والجنون والإنفصام والتخبّط والهذيان، ولا يمكننا اعتبار علم المنطق وكأنه نصا سماويا لا يقبل الخطأ ، وأنّه بالمطلق صحيح، فهذا الاعتبار بحد ذاته يناقض علم المنطق نفسه والذي يؤمن بعدم ثبات كافة المفاهيم دون أن يمسّها التغيير عبر الأزمان وباختلاف الظروف ، ونجد أن هناك ثلاثة قوانين أساسية لعلم المنطق وهي : أوّلاً – قانون الذاتية ، ثانياً- قانون التناقض ، ثالثاً – قانون المرفوع وهي قوانين تشبه المعادلات الرياضيّة ضمن جمل شرطية لتقود إلى نتيجة منطقيّة في محصلتها .
ومن الملفت للنظر أن نجد علماءاً عرباً ومسلمين قد أثّروا وساهموا في تطوير هذا العلم عبر الزمن وفي كافة العصور ومنهم أسماءا لامعة معروفة لدى الغرب وللجميع ، وعلى الطرف النقيض نجد موقفا مناهضا وسلبيا من قبل البعض لهذا العلم متحججين بمقولة قالها أحد المناهضين : من تمنطق فقد تزندق .
على جميع الأحوال فإنّ علم المنطق يعد علماً أساسياً وهاماً في الدّراسات الإنسانية ولا يمكن تجاوزه أو إهماله أو الإلتفاف عنه ، لأن كل فكر إنساني لا يخلو من منطق ما ضمن أدبياته وأبجدياته وآرائه .
المقالات المتعلقة بما هو المنطق