عندما تكون السيدة أمّاً لأول مرة فإنّها يمكن أن تجد صعوبة في معرفة الطرق الصحيحة للرضاعة الطبيعية ودعم استمرارها، ويجب عليها في هذه الحالة اللجوء إلى الخبراء والبحث عن النصيحة الطبية لمساعدتها في عملية الرضاعة الطبيعيّة، ويجب على كل أمّ الحرص الشديد على الرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد لصحة الطفل ونموّه لا تعوّض بأي حليب آخر، وكذلك لما لها من فوائد صحيّة للأم المرضع.[١]
ومن الجدير بالذكر أنّ في عمليّة الرضاعة الطبيعيّة تنتج الغدد اللبنية الحليب بتحفيز من هرمون البرولاكتين (prolactin)، في حين يحفز هرمون الأوكسيتوسين الغدد اللبنيّة على إخراجه، ويبقى مستوى هرمون البرولاكتين عالياً، ويستمر بإنتاج الحليب طالما أنّ الطفل يرضع.[١]
بعض مسببات ضعف إنتاج حليب الأمعلى الرغم من اعتقاد الكثير من السيدات بوجود مشاكل لديهن في الرضاعة الطبيعيّة، إلا أنّ وجود المشاكل الحقيقية في حجم الحليب وكميّته يعتبر أمراً نادراً[٢] وطالما أنّ الطفل بنشاط جيد، ويبلل ويملئ حفاضاته بانتظام، فإنّ ذلك يعتبر مؤشراً على أنّ كمية حليب الأم في الغالب تكون جيدة،[٣] ومن مسببات ضعف إنتاج الحليب ما يأتي:[٤]
إنّ أهم عاملين يؤثران في إدرار الحليب عند المرضع هما حجم وتكرار إرضاعها لطفلها وكفاءة إفراغ الثدي من الحليب، حيث كلما أرضعت المرأة طفلها أكثر وأفرغت ثدييها ارتفع هرمون البرولاكتين وحافظ على إدرار الحليب،[٢] ولذلك تشمل النصائح لزيادة إنتاج الحليب ما يأتي:
تحتاج الأم المرضع إلى سعرات حراريّة إضافية لضمان استمرار إنتاجها للحليب بشكل كافٍ، حيث إنّها تحتاج إلى حوالي 500 سعر حراريّ إضافي يومياً خلال أول 6 أشهر من الرضاعة (والتي يجب أن تكون فترة تنحصر فيها تغذية الرضيع من حليب الأم)، ويمكن للأم تناول 330 سعراً حراريّاً إضافيّاً من الطعام، وجعل الدهون التي تراكمت في جسمها خلال فترة الحمل تؤمّن باقي السعرات التي يحتاجها إنتاج الحليب، وتحتاج غالبية النساء إلى تناول 1800 سعر حراري على الأقل لإنتاج الحليب الناجح، ويقلل خفض تناول السعرات الحرارية بشكل أكبر من ذلك إنتاج الحليب.[١]
الكربوهيدرات والبروتينات والدهونفي حين تبقى التوصيات الخاصة بالدهون والبروتينات مشابهة لما في الحمل، ترتفع تلك الخاصة بالكربوهيدرات والألياف الغذائية لتعويض الجلوكوز المستخدم في صناعة اللاكتوز الموجود في حليب الأم، وترتفع الاحتياجات من الألياف الغذائية بسبب ارتفاع السعرات الحراريّة المتناولة.[١]
الفيتامينات والمعادنأما بالنسبة للفيتامينات والمعادن، فإن نقص تناول الأم للمعادن وحمض الفوليك لا يؤثر في محتواها في حليب الأم، لأنّ مستوياتها تبقى ثابتة تقريباً في حليب الأم على حساب استهلاك مخزونها في جسمها، ولكن نقص تناول الفيتامينات الأخرى يخفض من محتوى الحليب بها، وخاصة فيتامين ب6، وفيتامين ب12، وفيتامين أ، وفيتامين د.[١]
الماءيجب على الأم الحرص على تناول كميّات كافية من الماء حتى تحمي نفسها من الجفاف، ويمكن لها التأكيد على ذلك عن طريق تناول كوب من الماء أو غيره من السوائل مع كل وجبة وكوب من الماء في كل مرة ترضع فيها طفلها.[١]
المكمّلات الغذائيةإن تناول حمية متوازنة ومتنوّعة يؤمن جميع احتياجات المرأة المرضع دون الحاجة إلى تناول المكملات الغذائيّة، وعلى الرغم من ذلك يمكن أن تحتاج بعض السيدات لتناول مدعمات الحديد لتعويض مخزون الحديد الذي يتضاءل لديها في فترة الحمل، حيث إنّ الجنين يأخذ من جسم الأم ما يكفي احتياجاته خلال أول 4 إلى 6 أشهر من حياته بعد الولادة، ولذلك يمكن أن تحتاج السيدات إلى تناول مكملات الحديد لتعويضه، وذلك على الرغم من أنّ انقطاع الدورة الشهرية أثناء الرضاعة يقلل من خسارة الحديد، ويجعل من احتياجات المرأة المرضع حوالي نصف احتياجات مثيلاتها من النساء غير المرضعات في العمر نفسه.[١]
اعتبارات تغذوية أخرىيمكن أن تسبب بعض الأطعمة ذات النكهات القويّة والتوابل تغيرات في نكهة الحليب، مما يمكن أن يضايق بعض الأطفال الرضع، وفي حال ظهر لدى الطفل أعراض حساسية، يجب أن تتجنب المرضع تناول بعض الأغذية التي غالباً ما تكون هي السبب، مثل حليب البقر والبيض والسمك والفول السوداني وغيره من المكسرات، وبشكل عام يمكن للأم المرضع اختيار ما تشاء من الأغذية الصحية المغذّية، وفي حال شكت أن تناولها لطعام معين يسبب انزعاجاً لدى طفلها، يمكن سحب هذا الغذاء من حميتها، فإذا اختفت الأعراض يمكن أن تحاول تناوله مرة أخرى، وفي حال سبب ذلك عودة الأعراض يجب عليها تجنبه تماماً، والتخطيط لبدائل مناسبة لتعويض العناصر الغذائية التي يمكن أن يتأثر تناولها بسبب فقدان هذا الغذاء، ويفضل استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية لنجاح هذه العملية.[١]
ويجب على المرأة المرضع الحرص على تجنب تناول الأسماك العالية المحتوى من المعادن الثقيلة، تماماً كما في مرحلة الحمل، كما يجب تجنّب تناول الكافيين، حيث إنّه يسبب التهيّج والأرق لدى الطفل، كما أنه يمكن أن يتعارض مع الإتاحة الحيوية للحديد من حليب الأم للطفل الرضيع مما يمكن أن يؤثر في مستوى الحديد في جسمه، ويجب على الأم الحرص على عدم تناول أكثر من كوب إلى اثنين من القهوة يومياً، تماماً كما في مرحلة الحمل،[١] وفي حال لاحظت الأم أنّ الطفل غير مرتاح، يمكن تجنب الكافيين أو تقليل تناوله، مع العلم أنّ القهوة هي ليست المصدر الوحيد للكافيين في الحمية، حيث إنّه موجود أيضاً في الشاي والمشروبات الغازية والشوكولاتة ومشروبات الطاقة.[٥]
استعمال الأعشاب لزيادة إدرار الحليبتنصح بعض السيدات ببعض الأعشاب لزيادة إدرار الحليب، مثل الحلبة والشمر وبعض أنواع شاي الأعشاب الأخرى، وبشكل عام تعتبر الحلبة والشمر آمنة الاستخدام خلال فترات الرضاعة على الرغم من عدم توفر أبحاث علميّة كافية لدعم فاعلية هذه الأعشاب وغيرها في زيادة إدرار الحليب، إلا أنّه يجب استشارة الطبيب قبل البدء بتناول أي عشبة خلال مرحلة الرضاعة.[٢]
فيديو عن زيادة حليب المرضعللتعرف على المزيد من المعلومات حول طرق زيادة حليب المرضع شاهد الفيديو شاهد الفيديو.
المراجعالمقالات المتعلقة بطرق زيادة حليب الأم المرضع