الرسول صلى الله عليه وسلم هو معلم البشرية الأول وهو خاتم الأنبياء وهو أكثر البشر تأثيراً في تصنيفات الغرب للعلماء والقادة والعظماء وأكثرهم تأثيراً وتغييراً للتاريخ والبشر على مر التاريخ والسنين. والرجل والمرأة شريكان على مر التاريخ والعصور في تكوين الأُسر والمجتمعات والحضارات المختلفة منذ فجر التاريخ وفي كل الديانات السماوية. وقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على المرأة وأوصى بها في كثير من الأحاديث وحارب ما كان عليه الناس في الجاهلية من اضهاد للمرأة وأكل لحقوقها وأحتقارها في جميع المجالات بل و وئدها منذ المهد, لما كان يحمله الناس من اعتقادات بأن المرأة تجلب العار والنحس لأهل بيتها وعشيرتها. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أن الكثير من الحضارات القديمة كانو يعتبرون النساء من ممتلكات الرجل الخاصة كالفراعنة مثلاً, فكانوا يدفنونهم معهم في مقابرهم مع ممتلكاتهم من ذهب وفضة وملابس وأمتعة وطعام وشراب وغيرها. فلو علم نساء العالم ما أنزلهن الإسلام من منزلة وأحترام وحقوق لأسلمن جميعاً, فلقد أعطاهن أبسط الحقوق وأعظمها ابتداءً بالتعليم والعمل إن اقتضت الضرورة مع الحق بالميراث والجهاد والكثير من الأمور مع الحفاظ على كرامتها وأنوثتها وصونها من أي أعتداء خارجي فشرع الحجاب لسترتها وتزيينها وتجميلها في أعين محارمها وزوجها مستقبلاً. وأن الغرب المتحضر الذي يعشقه الكثير ويقلدونه ويتمنون أن يصبحون مثله لم يحفظ للمرأة كرامتها وحقوقها كما فعل الإسلام, فيكفي أن المرأة مطالبة بالعمل لتنفق على نفسها, ومطالبة هنا يعني يجب عليها والواجب إجباري وليس أختياري. فإن لم تنفق على نفسها ليس لها الحق على أحد أن ينفق عليها, أما في الإسلام وفي الدول التي تسمح بعمل النساء فإن النساء يعملن من باب إثبات النفس أو التسلية أو التعرف على الأشخاص وتكوين العلاقات وهو أمر أختياري. أما فعلياً فإن ولي أمرها مجبر بالنفقة عليها سواءً كان زوجها أو أبوها أو أخوها. وعودةً الى ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قال (استوصوا بالنساء خيراً) وقال ايضاً حينما سأُل عن أولى الناس بحسن صحبتي (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك) فقد أوصى بالأم ثلاثاً وبالأب مره واحده لما للأم من فضل على أبنائها. وقد قال ايضاً ( رفقاً بالقوارير) وقال (ما أكرمهن الا كريم وما أهانهُن الا لئيم). فالمرأة كما قال الشاعر ايضاً مدرسةٌ الأم مدرسةُ اذا أنت اعددتها أعددتَ شعباً طيب الأعراقِ والمرأة هي نصف المجتمع وأساس التربية للأبناء والتعليم والراحة للأب والأخ والزوج وهي مخلوقة من ضلع أعوج لا يصح أن تقوم بشكل عنيف فتكسر أو تترك على أعوجاجها , ورغم ذلك فلا تصح الدنيا ولا تهنأ بدون أم حنون أو أخت تملأ البيت فرح وسرور أو زوجة تريح قلب الزوج بعد كل يوم عمل طويل ويأنس اليها عند حاجته للحنان والعطف أو أبنه تدخل السرور الى قلب ابيها في كل حين. فالمرأة بكل أحوالها لطيفة ناعمة رقيقة تملأ المكان الذي توجد به بالحيوية والنشاط والعطف الدفء وقد أوصى الدين الإسلامي بها لمكانتها ودورها في كافة مناحي الحياة المختلفة التي لا تكتمل الحياة دونها. ولا يمكن أعتبار الرجل هو الذي يقوم بكل الأمور دون مساعدة من أحد فكما تقول الحكمة وراء كل رجل عظيم امرأة. فلا يمكن تجاهل دور المرأة على مر العصور والتاريخ فمن الناس من ذكرن بالقرآن الكريم لما لهن من فضل ومنهن ما ورد ذكرهن بالتاريخ لما لهن من حكم عادل أو دهاء أو مكر. فها هي أحدى نساء الأرض مريم عليها السلام واسيا زوجة فرعون وفاطمة بنت نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وكذلك زوجته وأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها فقد قال فيهن عليه الصلاة والسلام (كَمُلَ من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع) وذكرهن عليه الصلاة والسلام. وكذلك هي كليوبترا والبسوس وغيرها من النساء اللاتي ورد ذكرهن في التاريخ.
المقالات المتعلقة بلماذا اوصى الرسول بالنساء